عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

عيد تقدمة الرب

عيد تقدمة الربّ : Lc 2,22-40

تعليق على الإنجيل
القدّيس بِرنَردُس (1091 - 1153)، راهب سِستِرسيانيّ وملفان الكنيسة
عظة التقدِمَة

"صَعِدَ أهلُ يسوع بِه إلى أُورَشَليم لِيُقَدِّماه لِلربّ"

يا قدّيسة مريم، قدِّمي ابنَك وامنَحي الربّ ثمرة أحشائك المُبارك (لو1: 42). قدِّمي لمُصالحَتِنا جميعًا الضحيّة المقدّسة التي تُرضي الله. سيَقبلُ الله هذه التقدمة الجديدة بالكامل، هذه الضحيّة الثمينة التي قيل عنها: "هذا هو ابنيَ الحَبيبُ الذي عَنه رَضِيت" (متى3: 17).
لكن أيّها الإخوة، هذه التقدمة تبدو وديعةً جدًّا: قُدِّمَتْ للربّ فقط، ثمّ افتَدَتها العصافير وأخَذَتها في الحال. سيأتي اليوم حيث لن يُقدَّم هذا الإبن في الهيكل إلى ذراعيّ سمعان، بل خارج المدينة على الصليب. وسيأتي اليوم حيث لن يُفتَدى بدم ضحيّة، بل سيَفتَدي الآخرين بدمه، كون الله أرسلَه لافتداء شعبه. ذاك سيكون تضحية الليل. إنّه هو تضحية الصباح؛ إنّه مُبتَهج. لكنّ ذاك سيكون أكثر كمالاً، ولن يُقدَّم عند الولادة فقط، بل في ملء الأزمنة. في الحالتين، يمكن تطبيق ما تنبّأ به النبيّ: "سيقَ إلى الذّبحِ كنَعجَةٍ صامِتَةٍ أمامَ الذينَ يَجُزّونَها ولم يَفتَحْ فاهُ" (أش53: 7). في الواقع، لقد قدَّمَ نفسه اليوم، لا لأنّه كان يحتاج إلى ذلك، ولا لأنّه كان خاضعًا للشريعة، بل لأنّه أراد ذلك بنفسه. وكذلك على الصليب، فهو قدَّم نفسه، لا لأنّه استحقّ ذلك، ولا لأنّ أعداءه كانوا أقوى منه، بل لأنّه أراد ذلك بنفسه.
وبالتالي يا ربّي، سأقدِّم لكَ تضحية من تلقاء نفسي (مز53: 8). لأنّكَ قدَّمتَ نفسك طوعًا لخلاصي، لا لمصلحَتِكَ الخاصّة... لذا يا إخوَتي، دعونا نحن أيضًا نقدِّم له أفضل ما لدينا، أي ما نحن عليه. هو قدَّم نفسه؛ وأنتَ، مَن أنتَ لتَتردَّد في تقديم ذاتِكَ بكليّتها؟

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com