عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

فضيلة الايمان

العلاقة بين الإيمان والحرية: تتمة

4 ـ الشهادة للإيمان:

الشهادة هي موقف ينقل من خلاله المؤمن اعترافه بالإيمان من مستوى الكلمة إلى مستوى الفعل، وهو يدل على التناغم الداخلي في شخصيته بين موضوع الإيمان وغايته. الشهادة هي أوسع من الاعتراف، لأنه إذا حللنا الاعتراف يمكن أن نقول عنه إنه شهادة بالكلمة، فالشهادة تطال الحياة بجملتها، أنت تسعى إلى أن يكون موقفك وتصرفك شهادة لإيمانك، لذلك قد تشهد للمسيح بدون كلمة، بحركة، أو بنظرة . الشهادة هي تشير إلى هذا التناغم الداخلي ، لأن ثمرة الحقيقة التي تؤمن بها هي أن تسمح لك بأن تعيشها، فإذا عدنا إلى الخلق، ثمرة الكلمة هي الوجود. المؤمن المسيحي يسمع الكلمة ويعيشها، هذا هو التناغم، وهو صعب جداً، ولكن في كل مرَّة يشهد المؤمن لإيمانه فإنه يصل إلى قمة الشهادة، فلا شهادة صحيحة بدون ربط الكلمة بالفعل. في حياة المسيح، عندما ينقل لنا الإنجيلي المعجزات التي فعلها يسوع من خلال الكلمة، لا نستطيع أن نتصور إنجيلاً كله كلمات وليس فيه أفعال.المؤمن لا يعيش مع المسيح حياة شخصية بمعنى أنها حياة له وحده، لا يوجد اختبار شخصي إلاَّ بمقدار ما يتحول إلى شهادة أمام الآخرين، حياة المسيح هي شهادة لأنها أعلنت للناس، هي موضوع نظر ورؤية للآخرين. لذا كان الاعتراف الذي يتصل بالكلمة يحتاج إلى فعل عقلاني يتجسد في عملية تفسير وتحليل للحقيقة، فالشهادة هي فعل تطبيقي وعملي يستخدم معطيات الحركة والجسد ويوظفها في إطار علاقة شخصية مع الآخرين. من هنا ندرك أهمية أن تكون الشهادة ثمرة المحبة لأنها في صلب هذه العلاقة مع الآخر لا يمكن أن تكون صحيحة إلاَّ إذا كانت نابعة من محبة الآخر. يمكن أن نطرح هنا سؤالاً أساسياً:هل الشهادة توضح مسألة الاعتراف بالإيمان بحيث تجعل منها أكثر قوة وفاعلية؟ في مسيرة الإيمان لا شك أن الكلمة لها قوة (الكلمة تربي ، توجه…) هذه الكلمة تستمر في لعب دورها عندما تحول حياة المؤمن إلى حقيقة معاشة، من هذه الزاوية الكلمة تصبح في حياة المؤمن شهادة. من هنا يمكن أن تجمع بين فكرة الشهادة وشخصية الشاهد: الشهادة تحمل معنى المرجعية التي هي حقيقة يسوع، مضمونها نابع من حياة المسيح، من تفصيل ما في الحياة (فعل الرحمة هو شهادة ) ولكن تبقى الشهادة اقل تعبيراً ولا تصل إلى القوة التي تحملها كلمة الشاهد التي لها معنىً شخصياً يطال الشخص بكامله، معنىً وجودياً. المؤمن يعيش كل أبعاد حياته من خلال عودته أو لقائه بحقيقة المسيح، اتحاده بها. الوحدة القائمة بين المسيح الإبن والآب، بمعنى أن ما يريده الآب ينفذه المسيح، لذلك يستطيع يسوع أن يتخذ حقيقة الشاهد وبالتالي فإن التلميذ عندما يعمل ما يريده المسيح يصبح شاهداً، بعيداً عن الظرفية، لذلك أكثر مما هي فعل فقط، حالة الشاهد هي ثمرة حياة كاملة يعيشها المؤمن برفقة المسيح بالصلاة والتأمل… والشاهد أيضاً يجعل مصداقية المسيح وما يحمل من حقيقة للإنسان صحيحة ، إذا السعي للانتقال من مستوى الاعتراف بالإيمان إلى مستوى الشهادة، يتطلب من المؤمن أن يجعل حياته تحت مجهر الإيمان. لا يستطيع الشخص أن يكون شاهداً وهو يخفي حقولاً في حياته لأنها بعيدة عن الإيمان ولا علاقة له بها، الشاهد يجب أن تكون حياته واضحة، ويملك الجواب لكل التساؤلات التي تطرح عليه. قوة الشاهد هي في أنه قبل أن يشهد، يجب أن يكون واضحاً وراسخاً بالحقيقة. إن ميزة الاختبار تقف وراء حقيقة الشاهد الذي اختبر إيمانه، دخل في سلسلة اختبارات حياتية زادته ثقة بالمسيح، وقناعة بأن المسيح هو مخلصه ومخلص الإنسان.  بما أن الشهادة ملتصقة تماماً بالحياة، فهي بحاجة إلى الاختبار الحياتي لتكون واقعية. هنا يصبح تأثير مباشر من الشاهد الذي يعيش ثمرة اختباراته الشخصية مع يسوع على الاعتراف بالإيمان، يصبح أقوى وسريعاً أكثر لإيصال الشهادة (ذاك الذي رأيناه…)، الأثر المباشر الذي يبقى في ذاكرة المؤمن هو أثر الاختبار. من خلال الاختبار تصل إلى كشف سر المسيح وحقيقته. لذلك ما يعيشه المؤمن من خلال الشهادة لا يستطيع أن يراه في أي إطار آخر، ما هو هذا الذي يعيشه المؤمن؟ لا يحتاج المؤمن إلى الآخر لكي يدخل في معرفة يسوع، أنت تعرف حقيقة يسوع، يمكن الوصول إلى ذلك من خلال الأنبياء ، كلمة الله، الكنيسة، التعليم… ويمكن أن تعرف يسوع كما تعرف أي موضوع آخر في الحياة، لا تحتاج بالمطلق للآخر في حياتك، أما الشهادة فميزتها أنها تجعل من الآخر مادة لاكتشاف حقيقة الحياة التي قدمها يسوع لنا، تجعل من الآخر مادة "الوحي". "الآخر يوحي بما له من خصوصيات، يوحي قوة الاختبار الذي يعيشه المؤمن، لأن الإنسان وحده بما فيه من بُعد سري قادر أن يكشف لنا، أو يساعدنا على أن نكتشف وجه الله. الحركة أو الحياة التي يظهرها الإنسان خصوصاً في ما يحمل من بُعد عميق يصل به إلى جذوره، أي إلى الله، دائماً هو مصدر أو إطار للوحي ولتجديد الشهادة. إذا عرفت شيئاً وانتهت معرفتك له، لست بحاجة بعد إلى أن تدخل معه في علاقة، إن من جهة المعرفة وإن من جهة الشهادة، لأنها ستصبح بالنهاية عقيمة، طالما الإنسان الآخر لا يريد أن يعرف أو يكتشف المسيح ولا مجال للتحول في حياته، يكفي أن تعطيه بعض الأمور الصغيرة التي تتماشى مع محيطه…       عليك أن تكون في علاقة دائمة مع الآخر الذي يحتاج دائماً إلى أن يفتح على الله وإلى أن يبلغ إيمانه بالاعتراف، نحن في علاقة مع حقيقة نريد أن نعلنها، ولكن بالشهادة نحن في علاقة مع آخر، وجهه دائماً يدعونا إلى الشهادة أمامه {لا ننسى أن هذه الشهادة تسير برفقة الإنسان وتسير حتى النهاية}. تعدد الوجوه يجعلك تشهد دائماً وكأنك تصبح بالنهاية أمام صورة واسعة لبشرية تسير إلى بلوغ الإيمان، فهي بحاجة إلى شهادة حية ومؤثرة.نشر الإيمان هو من واجب الجماعات التي تؤمن بيسوع المسيح. هناك تداخل في نشر الإيمان بين المؤمن الفرد والمؤمنين كجماعة، وفي الواقع، إذا عدنا إلى دعوة يسوع ووصية لتلاميذه، هناك مجال للتمييز بين جماعة التلاميذ وجماعة المؤمنين بصورة عامة، بحيث أن التلاميذ هم المسؤولون المباشرون عن مهمة نشر الإيمان وان كانت هذه المهمة اتسع مداها البشري بحيث يمكن أن تكون مهمة كل مؤمن.

 

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com