عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اماكن مقدسة

امن الناصرة يمكن ان يخرج شيء صالح

الاثنين الثاني بعد الدنح : Jn 1,43-51

تعليق على الإنجيل
الكردينال جوزف راتزنغر (البابا بندكتُس السادس عشر)
الربّ يسوع المسيح

"أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمكِنُ أَن يَخرُجَ شَيٌ صالِح؟"

يحجب الرسّامون عن عيوننا معالم الناصرة... وما إن نذكر هذا الاسم حتّى يتبادر إلى أذهاننا ذلك الأسلوب العاطفيّ الذي حوّل حياة المسيح إلى أنشودة برجوازيّة مخادعة لأنّها تخفّف من أهميّة ذلك السرّ العظيم. يجب أن نبحث عن جذور تكريم العائلة المقدّسة في مكانٍ آخر... فمن خلال الناصرة، نكتشف أنّ البيت والعائلة هما كنيسة، وندرك المسؤوليّة الكهنوتيّة التي يتحمّلها ربّ العائلة. في "جليل الأمم" (متى4: 15)، تلقّى يسوع تربيةً يهوديّةً؛ وبدون أن يذهب إلى المدرسة، تعرّف على الكتابات المقدّسة في المنزل... وتكفي بعض التلميحات التي ذكرها القدّيس لوقا لكي تعطينا فكرةً عن روح المسؤوليّة والانفتاح وحرارة الإيمان والإستقامة التي كان يتميّز بها ذاك الشعب، والتي جعلته ترجمةً واقعيّة لمفهوم إسرائيل الحقيقيّة. ولكنّنا نرى قبل كلّ شيء في أعمال يسوع المسيح، الذي كان يعرف الكتابات المقدّسة والتقاليد الربانيّة اليهوديّة بثقة المعلّم، كيف أنّ الحياة الجماعيّة التي عاشها في الناصرة كانت مثمرةً جدًّا في التعليم الذي تلقّاه يسوع. ألسنا معنيّين في كلّ ذلك، نحن الذين نعيش في حقبةٍ حيثُ يُرغم معظم المسيحيّين على العيش في "جليل الأمم"؟
لا يمكن أن تنموَ الكنيسة الكُبرى وتزدهرَ إن تنكّرت لجذورها المترسّخة والمتوارية في أرض الناصرة... تنقلُ الناصرة رسالةً دائمةً إلى الكنيسة. إنّ العهد الجديد لا يبدأ في الهيكل ولا على الجبل المقدّس، بل في المسكن الصغير الذي كانت تعيش فيه العذراء، وفي منزل العامل وفي أحد الأماكن المنسيّة في "جليل الأمم" التي لم يكن أحدٌ يتوقّع منها خيرًا. من هنا فقط، يمكن أن تقوم الكنيسة بإنطلاقة جديدة وأن تتماثل إلى الشفاء. كما لن تتمكّن الكنيسة إطلاقًا من إعطاء الجواب الحقيقيّ على التمرّد الذي يشهده عصرُنا ضدّ قوّة الثروة، إن لم تكن تحمل في قلبها الناصرة كحقيقةٍ معاشة.    

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com