الأحد الثاني من زمن السنة : Jn 2,1-11

تعليق على الإنجيل
القدّيس أوغسطينُس (430 - 354)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
عظات عن القدّيس يوحنّا

تحويل الماء إلى خمر

إنّ الأعجوبة التي بها حوَّلَ يسوع الماء إلى خمرٍ، لا تُدهِشُ الذين يعلمون بأنّ الله نفسَه هو مَن قامَ بها. هو فعلاً الإله ذاته الذي حوَّلَ الماء إلى خمر في الأجران الستّة، في عرس قانا؛ كما أنّه ذاته الذي يجدِّدُ هذا التحوّل في الكرمة، كلّ سنة. إنّ الماء الذي سكَبَهُ الخَدَم في الأجران تحوَّلَ إلى خمر نتيجة عمل الربّ؛ كذلك المطر الذي يَنهمِرُ من السماء، فهو يَتحوَّلُ إلى خمرٍ نتيجة عملِ الربّ ذاتِه. مع ذلك، لا يُثيرُ هذا الأمر دهشتَنا لأنّه يَتكرَّر في كلّ سنة. لقد أخفَتْ هذه العادة عنصر الدهشة. فهنالك أحداث مُحيطةٌ بنا أهمّ بكثير ممّا حصل داخل الأجران المملوءة ماء.
مَن منّا يفكِّرُ في التوقّف عند عمل الله الذي يقودُ هذا العالم ويحكمُه؟ حينها، ألا تسيطرُ علينا الدهشة وتُرهِقُنا المُعجزات؟ إن فكَّرْنا في القوّة التي تحويها بزرة واحدة من الجنس الأوّل، نكتَشفُ حقيقةً عظيمةً تُدهشُ المُراقِب. غير أنّ البشر المُنشَغلين بأمور كثيرة، أصبحوا غير مبالين بأعمال الله التي تَستَحقُّ تمجيد الخالق كلّ يوم. لذا، احتفظَ الله لنَفسِه بإجتراح بعض المعجزات الخارقة لإخراج الناس من غيبوبَتِهم ولحَثِّهم على تمجيده.