عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E نجمه في المشرق

5/7/2009
نجمه في المشرق _ المطران الياس شقور

نجمه في المشرق   

          ميلبون استراليا في 15/07/2008

عنوان رائع لمجلة دينية تتوخى رفع القيم التي عاشها وتركها لنا السيد المسيح ابن جليلنا ومخلص العالم "نجمه في المشرق" يسرني أن أساهم بفلس الأرملة في نشر الرسالة وفي إعلاء صوت المحبة والسلام بين البشر وخاصة بين أبنائنا المسيحيين.

في هذه البلاد إسرائيل حبانا الله بمسؤولية خاصة، نحن أتباع المخلص. ومسؤوليتنا هي متشعبة الاتجاهات وموحدة المضمون. رسالة تتلخص بكلمة واحدة: المحبة. وهذه المحبة هي برنامج حياة بأكملها. ليست محبة الضعيف الذي لا حول ولا قوة بيده بل رسالة القوي بإيمانه والراسخ في رجائه والمؤمن بمحبة الأعداء ومباركة اللاعنين. ويؤمن بأن العطاء هو أفضل من الأخذ. والعطاء الحقيقي هو العطاء المشبع بالفرح.

هذه المحبة لا تؤمن بسفك الدم لكنها تستمد قوتها وانطلاقتها من الدم الذي سفك على الصليب. هذه المحبة المستوحاة من محبة المسيح لا تعرف الهزيمة ولا الانخذال. لم يقودنا المسيح إلى الهزيمة بل إلى الانتصار بالحب الذي أظهره على الصليب: "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون". لا يوجد بإيماننا مكان للهزيمة، أو لليأس. كيف نيأس وهو على الصليب يقول لنا: يا أبنائي لا تخافوا فإني قد غلبت العالم. وأصبح صليبه شكا لليهود وحماقة لليونانيين. أي أن الذين يتبنون موقف المسيح. ويسيرون على طريقه هم الذين ولدوا من فوق أي من الروح القدس. لا يستطيع أحد أن يذهب إلى ألآب إلا بواسطة الابن.

هذه المحبة غاية في القوة المتواضعة فقد زعزعت الصليب وحولته من عود العار إلى شارة الانتصار على الشر بالخير. حتى إن بولس الرسول الذي غمرته محبة ابن الناصرة الذي قال له: أنا يسوع الذي تضطهده أنت. قال ويقول لنا بولس الرسول إن اكبر وأعظم الوصايا هي المحبة، الإيمان والرجاء والمحبة يثبتون ولكن أعظمهن المحبة.

هذه المحبة هي محبة النضوج وليس المجاملة الفارغة. ليكن كلامكم نعم نعم ولا لا. وقاعدة المحبة الذهبية واضحة يعرفها غالب البشر ولا ينقصهم سوى العمل بموجبها: اعمل للغير ما تريد الغير أن يعمل لك.

هذه المحبة الفائقة العظمة تحتاج إلى نعمة الله كي نعيشها: سامح أخاك سبعين مرة سبع مرات. وإذا ذهبت تقدم قربانك (لله) وذكرت وأنت على الهيكل إن لأخيك عليك شيء، اترك قربانك واذهب أولا وسامح أخاك ثم ارجع وقدم قربانك. لماذا هذا الفرض الصعب جدا؟. لأنه كما يقول القديس يعقوب: كيف يمكن أن تحب الله الذي لا ترى وأنت تبغض أخاك. يا مرائي اذهب أولا وصالح أخاك ثم تعال وقدم قربانك(لله) ليكون مقبولاً.

نجم المسيح يتمحور ويتمركز بالمحبة. إذ ليس حب أعظم من هذا أن يعطي الإنسان نفسه قربانا عن أحبائه.

منذ ألفي سنة وعلماء الناموس ورجال اللاهوت وآباء الكنيسة يشرحون ويعلقون ويبحرون في عمق وأبعاد محبة المسيح للإنسان، لكل إنسان، لكل الناس، وما زلنا كالأطفال نبحر في عمقها وكأننا نسير في غمامة مضيئة ونقف أمام عليْقة ملتهبة ولا تحترق. ولسان حالنا يقول مرددا فلتبد الخطيئة ولا تكون. باركي يا نفسي الرب، أيها الرب الهي لقد عظمتَ جدا. أنت الباسط السماء كمظلة. أنت المنبت كلأ للبهائم وخضرا لخدمة البشر...

يطول بي الحديث إذا حاولت إفراغ جعبتي من بحر محبة المسيح المعطاة لنا لنعيشها معا في هذه الحياة، في هذه الدنيا، في هذا المجتمع، في هذه الكنيسة. وفي هذه العائلة.

وأكتفي الآن بتقديم الاحترام اللائق للقائمين على مجلة "نجمه في المشرق" وأتمنى أن يخرج هذا النجم من المشرق إلى قلوبنا فتعم المحبة باستمرار في مجتمعنا المطروح في وباء الحقد والبغضاء والشك والنقمة. حياتنا جميلة يمكننا ان نتمتع بها، على أن لا نستغلها ونختطفها، لتصبح تعيسة ويسود فيها الخوف والشر والظلمة. "نجمه في المشرق" يقول لنا لا تقاوموا الشر بالشر بل قاوموا الشر بالخير ولينتصر خيركم على الشر الذي يحيط بكم. وبركة الله الذي اختارنا وأحبنا أولا هي تملأ قلوبنا من محبته بعضنا لبعض.

أبونا الياس شقور

رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com