عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E صلوات وتاملات

صوت صارخ في البرية

الثلاثاء الأوّل بعد الدنح : Jn 1,19-28

تعليق على الإنجيل
الطوباويّ غيريك ديغني (حوالى 1080 - 1157)، راهب سِستِرسيانيّ
العظة الرابعة في زمن الميلاد

"صوت صارخ في البريّة"

"أنا صَوتُ صارِخٍ فِي البَريَّةِ: قَوِّموا طَريقَ الربّ"؛ أيّها الأخوة، يجب بدايةً أن نتمعّن في نعمة الوحدة ونعيم البريّة التي منذ بداية مرحلة الخلاص استحقّت أن تُخصَّص لراحة القدّيسين. حقًّا إنّ صوت القدّيس يوحنّا الصارخ في البريّة قدّس البريّة في أعيننا، تلك البريّة التي بشّر في ربوعها ومنح فيها معموديّة التوبة. لقد احتضنت الصحراء قبله كبار الأنبياء الذين اتّخذوا الوحدة كصديقة وكمساعدة للروح القدس. لكنّ نعمة تقديس تفوق كلّ ما يمكن تصوّره حلّت على البريّة عندما قصدها يسوع بعد يوحنّا. بدوره وقبل تبشير التائبين، اعتبر يسوع المسيح أنّه يفترض به أن يعدّ مكانًا لاستقبالهم؛ لذا، توجّه إلى الصحراء لمدّة أربعين يومًا ليكرّس حياةً جديدةً في هذا المكان المتجدِّد... ليس لذاته بل لصالح مَن سيختارالصحراء كمسكن له من بعده.
لذا، إن كنت قد اخترت الصحراء، اصبر فيها وانتظر مَن سينقذك من ضعف روحك ومن العاصفة... بطريقة أروع من الجموع التي فتّشت على المسيح في الخلاء (لو4: 42)، سيشبعك الربّ، أنت الذي تبعته. وفي اللحظة حيث تعتقد أنّه تخلّى عنك منذ زمن بعيد، ستراه من طيبته آتيًا نحوك ليطمئنك وسيقول لك: "قد تَذَكَّرتُ لَكِ مَوَدَّةَ صباك مَحَبَّةَ خِطبَتِك لَمَّا كُنتَ تَسيرُ وَرائي في البَريَّة في أَرضٍ لا زَرْعَ بِها" (إر2: 2). وسوف يصنع الربّ من صحرائك جنّة من الملذّات، وستعلن ما يلي (على غرار النبيّ): "قد أتِيَت مَجدَ لبنان وبَهاءَ الكَرمَلِ والشَّارون (أش35: 2). عندها، سيرتفع نشيد مديحك من روحك المرتوية: "تمجّد نفسي الربّ في عظمته تجاه البشر فقد روى الروح العطشى وأشبع النفس الجائعة".

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com