عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

القديس يوحنا الذهبي الفم

الجمعة مَا بعد الظهور : Mc 6,34-44

تعليق على الإنجيل
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، أسقف أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
عظة عن الرسالة الأولى إلى أهل قورنتس، رقم 24

"ثمَّ أخَذَ خُبزًا وشَكَرَ وكَسَرَه وناوَلَهُم إيّاهُ وقال: هذا هو جَسدي يُبذَلُ مِن أَجلِكُم. إصنَعوا هذا لِذِكْري" (لو22: 19)

لكي يجذبنا أكثر إلى محبّته، قدّم لنا يسوع جسده مأكلاً. لذا، فلنُقبل إليه بكثير من الحبّ والورع. هذا الجسد الذي عبده المجوس عندما كان في المذود. فقد اقتربوا باحترام كليّ من المسيح الطفل عندما رأوه مضجعًا في المذود تحت سقف فقير.
أمّا الآن، فما عدتم ترونه في مذود بل على المذبح. ما عدتم ترونه بين ذراعيّ امرأة، بل أصبح الكاهن يقدّمه فيما روح الله يرفرف بكلّ كرم فوق القرابين. أنتم لا ترون الجسد نفسه الذي شاهده المجوس فحسب، بل تدركون أيضًا قوّته وحكمته ولا تجهلون شيئًا من إنجازاته. فلنَستيقظ إذًا، ولتَستيقظ فينا مخافة الله. فلنُظهر خشوعًا  أكثر من أولئك الغرباء كي لا نقترب كيفما كان من المذبح. 
يقوّي هذا المذبح روحنا، ويستحوز على فكرنا ويساند ثقتنا؛ فهو أملنا وخلاصنا ونورنا وحياتنا. إن تركنا الأرض بعد هذه التضحية، سندخل بثقة كاملة إلى النعيم المقدّس كما لو كنّا محميّين بدرع ذهبي من كلّ الجهات. لكن لِمَ نتحدّث عن المستقبل؟ بدءًا من هذا العالم، يحوّل القربان المقدّس الأرضَ إلى سماء. لذا، افتحوا أبواب السماء وسترون ما قلته للتوّ. ما هو عظيم في السماء، سأريكم إيّاه على الأرض. ما سأريكم إيّاه ليس الملائكة ولا رؤساء الملائكة ولا السموات، بل سيّد هذا كلّه. بهذه الطريقة، ستكونون قد رأيتم على الأرض كلّ ما هو أسمى. ولن ترون ذلك فحسب، بل ستلمسونه وستأكلونه أيضًا. طهّروا إذًا نفوسكم وهيّئوا أرواحكم لإستقبال هذه الأسرار.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com