عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

ارشادات بولس الرسول _عيد الظهور

ارشادات بولس

الإنجيل: متى 12:4-17

فـي ذلـك الزمان لما سَمِع يسوع أن يوحنا قـد أُسلم انـصرف الى الجليل وترك الناصرة وجاء فسكن في كفرنـاحوم التي على شاطئ البـحر في تخوم زبـولون ونـفـتاليم ليتم ما قيل بإشعياء النبي القائل: أرض زبولون وأرض نفتاليم، طريق البحر، عبر الأردن، جليل الأمم. الشعب الجالس في الظلمة أبصر نورا عظيما والجالسون في بقعة الموت وظلاله أشرق عليهم نور. ومنذئذ ابتدأ يسوع يكرز ويقول: توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات.

في بركات عيد الظهور الالهي

 

الظهور الالهي، أو ما يُعرف بعيد الغطاس، من أقدم الأعياد المسيحية وهو، من جهة معانيه اللاهوتية والروحية، أوسع وأعمق من عيد الميلاد الذي يكتسب اليوم لدى عامة المسيحيين أهمية كبيرة.ابتداء من القرن الثاني راح المسيحيون يحتفلون بهذا العيد في اليوم السادس من شهر كانون الثاني. عُرف في المرحلة الأولى بعيد الظهورات الالهية، لأنه كان يشير إلى ظهور الله للبشر من خلال عدة أحداث: ظهوره بالجسد وميلاده من العذراء مريم؛ ظهوره للأمم بواسطة زيارة المجوس؛ ظهور الله المثلث الأقانيم بمعمودية يسوع من يوحنا في نهر الأردن إذ أتى صوت الآب قائلاً: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررتُ"، والروح بهيئة حمامة أيّد حقيقة كون يسوع الكلمة الواحد مع الآب في الجوهر؛ وظهور الله في عرس قانا الجليل، أولى آيات يسوع.استمر عيد الظهورات بتعدد معانيه حتى القرن الرابع حين فُصل عيد الميلاد عنه ليُعيّد في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول، وأصبح عيد السادس من كانون الثاني محصورًا بظهور الله المثلث الاقانيم في معمودية يسوع أي الغطاس.يتزامن العيد مع عيد يهودي يُعرف بالهنوكا أو عيد الأنوار، يذكره سفر المكابيين وبعض الكتب اليهودية مثل التلمود، وهو يحيي ذكرى تطهير الهيكل بعد أن استطاعت ثورة الحسمونيين أن تطرد المحتلين اليونانيين وأن تحرر هيكل أورشليم وتلغي المنع من دراسة التوراة وتطبيقها. تروي الحادثة أنه بعد طرد المحتلين أراد اليهود تطهير الهيكل لكنهم لم يجدوا سوى قنديلٍ واحدٍ فيه زيت يكفي ليوم واحد، ولكنهم كانوا بحاجة لإضاءته مدة ثمانية أيام، واستمر القنديل مضاء طيلة تلك الفترة. من هنا التسمية بعيد الأنوار لكون العيد مرتبط بحادثة قنديل الزيت أكثر من طرد اليونانيين.خدمة عيد الظهور الالهي تحوي كلامًا كثيرًا عن النور إنما من منظار مسيحيّ، فنطلب مثلاً "من أجل أن نستنير بنور المعرفة وحسن العبادة بحلول الروح القدس"، ونطلب أيضًا من الرب يسوع المسيح "النور الذي من النور، الذي أتى إلى العالم لينيره، أن يضيء أذهاننا بروحه القدوس". كما يتضرّع الكاهن إلى الثالوث الفائق الجوهر "النور الذي لا يُدنى منه، المنير كل إنسان آتٍ إلى العالم"، أن ينير عينَي عقله، ليصل إلى القول إنه بظهور الثالوث "أشرقت الشمس التي لا تغرب والعالم يستنير بنور الرب".تُرافقُ هذا العيد بعض الممارسات الشعبية ومنها اعتقاد البعض بأن المسيح يعبر في جميع المنازل عند منتصف الليل، حيث يبارك السكان فيها مرددًا "دائم دائم". كما أنهم يعتقدون أن جميع الأشجار تسجد له، باستثناء شجرة التوت، وهو يباركها مع ما عليها، فيضعون عجينة جديدة على رأس الشجر. والبعض يصنعون اصناف الحلوى الخاصة بالعيد ومنها الزلابية والمعكرون التي ترمز إلى اصبع يوحنا المعمدان الذي أشار إلى المسيح وقال: "هذا هو حَمَلُ الله الرافع خطيئة العالم". بعض ربات المنازل يكشفن عن أواني المؤونة ويحركن محتوياتها ويرددن "دائم دائم" متوسلات حلول بركة يسوع عليها. يُطلق أيضًا على ليلة الغطاس تسمية "ليلة القدر"، بسبب الاعتقاد بأن أبواب السماء تكون مفتوحة وبأن الملائكة تنقل إلى الله أدعية البشر وأمنياتهم.لا شك في أن الكنيسة تعتبر في صلواتها أن هذا اليوم يحمل بركة خاصة على المؤمنين بحلول الروح القدس على المياه، وأنّ في هذا اليوم يُفتح الفردوس للبشر، ولكنها تفترض أنّهم مشاركون في الذبيحة الالهية ومتحلّقون حول الكاهن الذي يطلب، في صلاة تقديس الماء الكبير، من أجل الشعب الواقف حوله ومن أجل الذين تخلّفوا لعِللٍ شرعيّة.كما أنّ هذه النعمة الخاصة يحملها الكاهن أيضًا إلى المنازل لتقديسها بحسب ما تفترضه الصلاة عندما يطلب من أجل أن يكون الماء المقدس "لتنقية النفوس والأجساد، لشفاء الآلام ولتقديس المنازل". معظم المؤمنين ينتظرون بفرح تقديس منزلهم والبعض يستعجل زيارة الكاهن له خصوصًا في الرعايا الكبيرة، وهذا أمر حَسَن إن عبّر عنه المؤمن بصبر العارف أن الكاهن، ولو أبطأ لكثرة البيوت، سيصل إليه. وعند وصوله تستقبله العائلة كلها كما يليق بالمسيح الذي أرسله، وترافقه بالصلاة والتجوال معه في أنحاء المنزل، وتتعهد بالمحافظة على القداسة التي أنعم بها الله عليهم فتتحول العائلـة إلى كنـيسة صغيـرة تـسبّح الـله دائـمًا، وتـستـلهـم كلمته في كل ما تقرره، وتطلب رضاه في كل خطوة تخطوها، عندئذ يشرق نور الثالوث القدوس في قلوب أهل البيت وعقولهم. هذا هو العيد.


 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com