عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اعيادنا المسيحية

فجثوا له ساجدين

الاحتفال بظهور الربّ : Mt 2,1-12

تعليق على الإنجيل
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، أسقف أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
"
فجَثوا له ساجِدين"

يا إخوتي، فَلْنَتبعْ المجوس، وَلْنَتركْ عاداتنا الوثنيّة. وَلْنَمضِ! لِنَقُمْ برحلة طويلة كي نرى المسيح. فلو لم يمضِ المجوس بعيدًا عن بلدهم، لما رأوا المسيح. فَلْنَتركْ، نحن أيضًا، الخيرات الأرضيّة. عندما كان المجوس في بلدهم، لم يروا سوى النّجم؛ أمّا عندما غادروا وطنهم، رأوا شمس الحقّ (ملا3: 20). يمكننا القول أفضل من ذلك: لو لم يبدأوا رحلتهم بشجاعة، لما تمكّنوا حتّى من رؤية النّجم. إذًا، فَلْنَنهض نحن أيضًا، وَلْنُسرع إلى حيث يوجد الطفل، حتّى لو اضطرب الجميع في أورشليم...
"
ودَخَلوا البيتَ فرأوا الطفلَ مع أمِّه مريم. فجَثوا له ساجِدين، ثمّ فَتَحوا حقائبَهم وأهدوا إليه ذَهبًا وبَخورًا ومُرًّا". ما كان الدافع وراء سجودهم لهذا الطفل؟ فلا شيء مميّز في العذراء أو في البيت، ولا ما يلفتُ نظرهم ويجذبُهم إليه. رغم ذلك، لم يكتَفوا بالسّجود له، بل قدّموا إليه الكنوز، وهي هدايا لا تُقدَّم إلى الإنسان إنّما إلى لله وحده... فالبخور والمُرّ يرمزان إلى الألوهيّة. ما الذي دفعهم إلى التصرّف بهذه الطريقة؟ إنّه السبب ذاته الذي دفعهم إلى ترك وطنهم وإلى القيام بتلك الرحلة الطويلة. إنّه النّجم، أي النور الذي ملأ الله به قلوبهم، والذي قادهم شيئًا فشيئًا إلى المعرفة الكاملة. فلولا ذاك النور، كيف كان بإمكانهم أن يقدّموا تلك التسابيح كلّها في حين أنّ ما رأوه كان بمُنتَهى الفقر والتواضع؟ في غياب أيّ غنى ماديّ وبوجود مغارة وإسطبل وأمّ مجرّدة من كلّ شيء، يمكنكم أن تروا بوضوح أكبر مدى حكمة المجوس، وأن تفهموا أنّهم لم يأتوا لرؤية إنسان عاديّ، بل لرؤية الله مخلِّصهم.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com