عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

فضيلة الايمان

العلاقة بين الإيمان والحرية: تتمة

4_ تحفظ كل من الأخلاق والإيمان مكاناً مميزاً لمسألة الاختبار في حياة الإنسان:

لا تستطيع مثلاً أن تقول إنك مؤمن إلاَّ إذا عشت الإيمان. فالإيمان ليس فقط مجموعة قضايا يصدقها الإنسان بل هو معرفة المسيح معرفة اختبارية. وأهمية الاختبار تكمن في أن غاية الأخلاق والإيمان هي غاية عملية وليست غاية نظرية, مثلاً: السعادة كلمة أو فكرة تفرح بها وفي نفس الوقت أنت تظلم الآخر، كيف تعيش السعادة مع الظلم، أو مع الشعور بالظلم؟ أنا لا أستطيع التمتع بكلمة السعادة إلاَّ إذا عشتها واختبرتها في حياتي وإلاَّ تبقى مجرد فكرة أعيشها بمزاجية.أهمية الاختبار أيضاً تكمن في أن الإنسان في حياته الأخلاقية والإيمانية يُدرك تماماً بأن بناء الحياة الأخلاقية على المستوى الفردي والاجتماعي عموماً، وبناء ملكوت الله بواسطة الإيمان، يحتاجان إلى فعل الإنسان، وإلى اختباراته.

5_ يضع كل من الأخلاق والإيمان الإنسان أمام مثال أعلى في الحياة:

 هذا المثال يوحد كل المسيرة الأخلاقية والإيمانية. المثال هو فكرة: يوجد قاعدة 1-2-3 وطريق لكي تقترب من هذه القاعدة (المثال). المثال هو الخير، السعادة، الوحدة في حياتنا. وأنا كمسيحي مثالي هو المسيح، الذي هو الرأس، وكل شيء يأخذ منه. ماذا يضيف الإيمان على الأخلاق؟ ألا يكفي أن يكون المؤمن " أخلاقياً " لكي يربح الحياة الأبدية؟ هناك أربعة ميزات تميز بين موضوع الأخلاق وموضوع الإيمان:

الميزة الأولى:

حقيقة الشخص البشري الذي هو موضوع الأخلاق والإيمان: هل النظرة إلى الإنسان هي نفسها في الفكر الأخلاقي وفي الإيمان، و بالتالي هل التعامل مع الإنسان هو ثمرة نظرة محددة؟ إذا انطلقنا من فكرة المساواة بين الإنسان والإنسان، هي أساسية في شرعة حقوق الإنسان، كل البشر متساوون، نتيجة هذه الفكرة، تنظم كل أطر العلاقة بين الإنسان والإنسان، فإنَّ كل واحد له حقوقه ويجب أن تحترم هذه الحقوق وأن لا يتعدى عليها، ويستطيع الإنسان أن يقول انطلاقاً من المساواة كما أني احترم حقوق الآخر أطلب من الآخر أن يحترم حقوقي. هذه المساواة هي قادرة أن تبني عالماً أخلاقياً يحافظ على الجميع.انطلاقة أخرى تذهب أبعد من حدود المساواة مع أنها تعترف بها ولا تتعدى عليها. إذا قلنا إن كل البشر متساوون ليس فقط بالطبيعة وإنما بالدعوة، متساوون بنظرة واحدة بدءً بفعل الخلق وانتهاء بفعل الخلاص على الصليب، حيث فدى الله الجميع على الصليب، وبما أن المسيح افتدى الإنسان، فقد أعطاه صورة تختلف صورة المساواة والحقوق. هذه الصورة تستوعب صورة المساواة والحقوق وتكملها، أي أن الإنسان أصبح بواسطة المسيح موضوعاً قابلاً للتضحية، أن يكون هو غاية تضحية الإنسان. ولذلك أستطيع من خلال رؤية الإنسان كصورة مفتداة بالمسيح، أن أتعامل مع هذه الصورة من ناحية التضحية ولا أضع نفسي كحد لهذه الصورة، وإنما أضحي بذاتي كما فعل المسيح على الصليب من أجل هذه الصورة. وإذا فعلت ذلك فأنا في إطار العلاقة مع الإنسان بالإيمان، أي أبني مع الإنسان علاقة إيمانية وليست أخلاقية. وما يميز المؤمن هو أنه يتخطى ما يسمى بالحدود الأخلاقية.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com