عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E صلوات وتاملات

احد وجود الرب في الهيكل

أحد وجود الربّ في الهيكل : Lc 2,41-52

تعليق على الإنجيل
القدّيس أنطونيوس البدواني (نحو 1195-1231) ، فرنسيسكاني وملفان الكنيسة
عظات الآحاد وأعياد القدّيسين

"نزل معهما، وعاد إلى الناصرة، وكان طائعًا لهما"

"وكان طائعًا لهما". فليذب الغرور ولتتدحرج الصلابة وليخضع العصيان أمام هذه الكلمات. "وكان طائعًا لهما". مَن؟ إنّه ذاك الذي بكلمة واحدة خلقنا من العدم. هو ذاك الذي "قاس بكفّه المياه ومسح بشبره السموات وكال بالثلث تراب الأرض ووزن الجبال بالقبّان والتلال بالميزان"، كما قال النبيّ أشعيا (أش40: 12). وهو ذاك الذي بحسب سفر أيوب "يزعزع الأرض من مكانها فترتجف أعمدتها؛ يأمر الشمس فلا تشرق ويختم على الكواكب؛ هو الباسط السموات وحده والسائر على متون البحر؛ خالق بنات النعش والجوزاء والثريا وأخادير الجنوب؛ صانع عظائم لا تسبر وعجائب لا تحصى" (أي9: 6-10). هو الكبير العظيم كان طائعًا. طائعًا لمَن؟ لنجّارٍ وعذراء مسكينة.  أيّها "الأوّل والآخر"! (رؤ1: 17)، يا رئيس الملائكة الذي أطاع البشر! يا خالق السماء الذي أطاع نجّارًا، يا إله المجد الأبدي الذي أطاع عذراءً صغيرةً مسكينة! هل سبق أن رأينا ذلك من قبل؟ هل سبق وسمعنا عن هكذا حدث؟
لا تتردّدوا إذًا أن تطيعوا وأن تخضعوا. انزلوا إلى الناصرة، واخضعوا، وأطيعوا جيّدًا: ففي ذلك الحكمة. هنا تكمن الحكمة مع الإعتدال والبساطة المطلقة كـ "مياه سلوام الجارية رويدًا رويدًا" (أش8: 6). قد يوجد حكماء في الجماعات الدينيّة لكنّ الله جمعهم هناك من خلال أناس بسطاء. "ما كان في العالم من حماقة فذاك ما اختاره الله ليخزي الحكماء والمقتدرين وذوي الحسب والنسب"، "حتّى لا يفتخر بشر أمام الله" (1قور1: 26-29)، لكن من خلال ذاك الذي نزل وأتى إلى الناصرة وأطاع.


 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com