عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

القديس باسيليوس

ختان ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح بحسب الجسد : Lc 2,20-21#Lc 2,40-52

تعليق
للقديس باسيليوس الكبير
من كتاب إنجيلك نور لحياتي

في بدء العام الجديد الغاية من الحياة على الأرض

تدعى الحياة على الأرض طريقاً، لأن كل مولود مسرع إلى النهاية. فكما أن المسافرين في السفينة يحملون بواسطة الريح، بلا عناء إلى الميناء، وبحركة السفينة يقتربون من المكان المقصود، دون أن يشعروا بذلك، هكذا نحن بمرور الزمن في حياتنا الحاضرة، وبتلك الحركة غير الملحوظة، يقترب كل منا إلى أجله.
إن وقت الرقاد يُحسَب من أيامنا، وان حياتنا تتناقص، وإن كنا بالنوم نستردّ قوّتنا ونشاطنا. فكل من يولد على الأرض سائر في الطريق. كل منا مسرع في ميدان الحياة حتى يصل إلى نهايته. كل شيء يمرّ من أمامنا، وكل شيء يبقى وراءنا.أيها الإنسان! إنك ترى في طريقك النبات والكلأ والماء. فكل ما يستلفت نظرك، تتمتع به قليلاً، تم تستأنف المسير. انك ترى الأودية والجبال والصخور الشامخة والوحوش المفترسة والحشرات والأشواك والمصاعب وغيرها من الأشياء القبيحة، فتتأثر وتحزن قليلاً، ثم تتركها. هكذا الحياة: مسرّاتها وقتية، وأحزانها غير متصلة. وهذا لا يخصك وحدك لأنك عابر طريق، ولأن الحاضر ليس لك وحدك إن المسافرين يسرعون وراء متقدّمهم، إذا حثَّ الخطى أمامهم، وان حياتنا كذلك تشبه ما ذكر. اليوم تحرثُ أرضك بيدك، وغداً يحرثها سواك، وبعد هذا سواه. أترى الحقول والمباني الفخمة، كم من مرة تبدّلت أسماؤها، منذ وُجد الكون؟ كانت لفلان تم تبدّلت الحال فصارت إلى رجل آخر، تم أصبحت ملك آخر فآخر... وهكذا حياتنا! أليست كالطريق، يجتازها أُناس إثر أُناس؟ فما هو كنهها؟ إنه للروح التي لا تحتاج إلى أيّ تعب، والجسد الذي أوجده الخالق ليكون مركبة الروح في هذه الحياة. فإن كان هذا أو تلك، فإن الرسّام العظيم يكوّنها في أحشاء الأمهات تم يظهرها إلى عالم الوجود بآلام المخاض. أمام هذا وتلك تفتح الحياة أبوابها، كأنها معهد علمي للأعمال الصالحة. لكل وضعٍ نظام على قدَر طاقته. إننا نتمثّل بالخالق، ونجري المنظور في السماء وعلى الأرض. فالروح والجسد يدعيان إلى الحياة، وسوف ينتظرهما الحكم عند الذي دعاهما كليهما للسؤال، وسيعطى لهما الاكليل عن الحياة الحاضرة.
أيها الإنسان! عليك أن تلتفت إلى ذلك، وعلى الأخص إلى نفسك. اجتهد أن تبعد عنك كل ميل يلطّخك بأدران الخطيئة. ومِلْ بكليتك إلى الأعمال الصالحة. إمتحن نفسك بنفسك، وادرس حقيقة طبيعتك اعلم أن جسدك فانٍ، وروحك خالدة؟ وإن زوال الحياة بديهي كالجسد، خلافاً للروح التي لا نهاية لها.
انتبه لذاتك؟ احتفظ بالحاضر، وفكِّر بالآتي. لا تدع الموجود يفرُّ من يديك بإهمالك. لا تتأمل ملذّات الآتي، كأنها موجودة لديك، قبل أن تحصل عليها! من عادة الملاحين أن ينظروا إلى السماء، ويسيِّروا سفنهم اعتماداً على اجرامها. ففي النهار يهتدون بالشمس، وفي الليل بالكواكب؛ وهكذا يعرفون الطريق المستقيم. لذلك، وجَّه نظرك دائماً إلى السماء كما قال صاحب المزامير: "إليك رفعت عيني يا ساكن السماء" (مز 132: 1) انظر إلى شمس العدل واهتدِ بالوصايا الإلهية كالنجوم. ودَعْ عينك ساهرة: "لا أعطي عينيَّ نوماً ولا أجفاني غمضاً" (مز 131: 4) حتى تجد لنفسك دليلاً في الوصايا الالهية، كما قيل: "إن قولك سراج لقدمي ونور لسبيلي" (مز 118: 105) فإذا لم تنم عن ادارة حياتك ما دمت في بحر الأعمال العالمية، فانك تحصل على مساعدة الروح الكلي قدسه الذي يسير أمامك حتى يصل بك- دون خطر- إلى الميناء الهادي، وهو إرادة الله.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com