عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

والكلمة صار جسدا

الكلمة المتجسِّد : Jn 1,1-18

تعليق على الإنجيل
القدّيس لاوُن الكبير (؟ - 461)، بابا وملفان الكنيسة
العظة الأولى عن ميلاد يسوع المسيح

"والكلمة صار بشرًا فسكن بيننا"

يا إخوتي الأحبّاء، لقد وُلد اليوم مخلّصنا: فلنفرح به! ليس مسموحًا أن نحزن في هذا اليوم الذي فيه تولد الحياة. إنّ هذا اليوم يقضي على الخوف من الموت ويغمرنا بالسعادة الناجمة عن الوعد بالحياة الأبديّة. ما من أحد يُستَثنى من هذه السعادة المشتركة بين الجميع. فمخلّصنا الذي أتى ليقضي على الخطيئة والموت، أتى كذلك ليحرّر البشر أجمعين. فليبتهج القدّيس لأنّه اقترب من الإنتصار. وليفرح الخاطئ لأنّه مدعوّ إلى التوبة. وليتحلّ الوثنيّ بالشجاعة لأنّه مدعوّ إلى الحياة. في الواقع، عندما حان ملء الزمان المحدّد في عمق التدبير الإلهيّ غير المعروف من البشر، لبس ابن الله طبيعتنا البشريّة ليعيدها إلى الخالق ويُصالحها معه...
والكلمة، كلمة الله، الذي هو الله، وهو ابن الله، الذي "كان في البدء لدى الله، به كان كلّ شيء وبدونه ما كان شيء ممّا كان"، أصبح إنسانًا ليخلّص الإنسان من الموت الأبديّ. لقد انحدر إلى مستوى البشر من دون أن ينقص شيء من عظمته. لقد بقيَ كما كان وأخذ ما لم يكن عليه، ووحّد طبيعتنا الخاضعة بطبيعته المساويّة للآب... فلبست عظمته تواضعًا، وقوّته ضعفًا، وأزليّته فناءً: إله حقّ وإنسان حقّ، في وحدة الإله الواحد، و"الوسيط بين الله والناس واحد" (1طيم2: 5)...
يا إخوتي الأحبّاء، فلنمجّد الله الآب، بواسطة الإبن في وحدة الروح القدس. لأنّه برحمته الكبيرة وحبّه أشفق علينا. ففي حين أنّنا كنّا أمواتًا من جرّاء زلاّتنا، أحيانا هو بالمسيح وأراد أن نكون به (أي بالمسيح) خليقةً جديدةً، وجعل منّا عملاً جديدًا من صنع يدَيه (أف2: 4 – 5؛ 2قور5: 7)... يا أيّها المسيحيّ، عليك أن تكون مدركًا للكرامة التي تتمتّع بها.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com