اليوم السادس من ثمانيّة الميلاد : Lc 2,36-40

تعليق على الإنجيل
القدّيس قِبريانُس (نحو 200 - 258)، أسقف قرطاجة وشهيد
عظة عن الأبانا

"كانَتْ مُتعبِّدَةً بالصومِ والصلاةِ ليلَ نهار"

في الكتابات المقدّسة، إنّ الشمس الحقيقيّة والنهار الحقيقي هما المسيح؛ لذا، فعلى الإنسان المسيحيّ ألاّ يغفلَ عن أيّ ساعة، وعليه دائمًا أن يتعبّد لله. وبما أنّنا في المسيح، أي في النور الحقيقيّ طوال اليوم، علينا أن نكون دائمي الإبتهال والصلاة. وعندما تتوالى الأيّام ويأتي الليل بعد النهار، يجب ألاّ تمنعنا ظلمة الليل من الصلاة: فلأنّكم أبناء النور (1تس5: 5)، أنتم دائمًا في النهار حتى أثناء الليل. إذًا، متى يكون في الظلمة مَن كان النور في قلبه؟ ومتى تغيب الشمس ويأتي الليل بالنسبة لمَن كان المسيح له شمسًا ونهارًا؟
فلا نتركَنّ الصلاة أثناء الليل. هكذا كانت الأرملة حنّة تنال حظوة عند الله، من خلال المواظبة على الصلاة والسهر كما هو مكتوب في الإنجيل: "لا تُفارقُ الهيكلَ، مُتعبِّدةً بالصوم والصلاة ليلَ نهار". ويجب ألاّ يمنعنا الكسل والإهمال من الصوم والصلاة. بفضل رحمة الله، خُلِقنا من جديد في الروح، وانبَعثْنا إلى الحياة. فَلنتَشَبّه إذًا بما سوف نكون عليه. سوف نسكن في مملكة لا يُخيِّم عليها الظلام على الإطلاق، بل يُضيئها نهارٌ لا غروب فيه. فَلنبقَ ساهرين أثناء الليل كما لو كنّا في النهار. وبما أنّنا مدعوّون في السماء إلى تقديم الصلاة والشكر لله بدون توقّف، فلنبدأ منذ الآن بتقديم الصلاة والشكر لله بدون توقّف.