عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E صلوات وتاملات

مولد المخلِّص موت للموت

الاحتفال بميلاد الربّ : Jn 1,1-18

تعليق على الإنجيل
القدّيس باسيليوس (نحو 330 - 379)، راهب وأسقف القيصريّة في قبّدوقية، ملفان الكنيسة
عظة عن ميلاد المسيح

مولد المُخلِّص، موتٌ للموت

الله على الأرض، الله بين البشر! لم يعدْ ذاك الإله الذي يعطي شريعتَه وسط البروق، على صوت البوق على الجبل الذي يُدَخِّن، وسط ظلمة عاصفة مريعة (خر19: 18)، إنّما هو ذاك الذي يخاطب بلطفٍ وطيبةٍ، في جسدٍ بشريّ، مع إخوته من نَسلِه. الله في طبيعتنا البشريّة!
كيف حلّ النور في الجميع؟ بأيّ طريقةٍ تكوّنَتْ الألوهيّة في جسدٍ بشري؟ مثل النار في الحديد،... من خلال الإتّصال. مع بقائها في المكان نفسه، تمنحُ النار اضطرامها للحديد. هذا لا يخفِّف من اضطرام النار، لكنّها تملأ الحديد كليًّا من خلال الإتّصال به. بالطريقة نفسها، لم يخرجْ الله، الكلمة الذي "حلَّ بيننا"، من ذاته؛ لم يخضعْ الكلمة الذي تجسَّدَ إلى أيّ تغيير؛ ولم تُحرَمْ السماء من ذاك الذي كان يسكنُها.
أُدخُلْ بالملء في هذا السرّ: لقد اتّخذَ الله جسدًا حتّى يقضي على الموت الذي يختبئ في هذا الجسد. كما يشفينا الدواء حين يمتصُّه الجسد، كما تتبدَّدُ الظلمة التي تُخيِّم على المنزل عند دخول النور إليه، هكذا تلاشى الموت الذي كان يسيطرُ علينا عند مجيء إلهنا. كما يذوبُ الجليد الذي يتجمَّع خلال الليل تحت أشعّة الشمس، هكذا سادَ الموت حتّى مجيء المسيح. لكن حين أشرَقَتْ "شمسُ البِرّ" (ملا3: 20)، "ابتَلَعَ النصرُ الموتَ" (1قور15: 54)؛ فهو لم يستطِعْ أن يتحمّلَ وجود الحياة الحقَّة...
فَلنُمَجِّدْ مع الرعاة، ولنَرقُصْ مع الملائكة، لأنّه وُلِدَ لنا اليومَ مُخلِّصٌ، وهو المسيحُ الربّ (لو2: 11). فَلنَحتَفِلْ بخلاص العالم، يوم ولادة البشريّة.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com