عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

القديس امبروسيوس
ايام المجيء الكبرى (21 كانون الأوّل) : Lc 1,39-45

تعليق على الإنجيل
القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 - 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة
عن القدّيس لوقا 19-21

"قامَتْ مريم وذهبَتْ مُسرِعةً إلى الجبل"

منذ أن عرفَتْ مريم بحَبَلِ نسيبتها العجوز العاقر أليصابات، ذهبَتْ. ليس بدافع نقص الإيمان بالنبوءة، ولا ريبًا في البشارة، ولا شكًّا بالسابقة التي أُعطيَتْ لها، إنّما نتيجة رغبتها الشديدة في تأدية واجبٍ تقيّ. في حماسة الفرح، اتّجهَتْ مريم نحو الجبل. بعد أن أصبحَتْ ممتلئةً من الله، هل بقيَ بوسعها ألاّ ترتفعَ مُسرِعة نحو الأعالي؟ فالحسابات البطيئة تبقى غريبة عن نعمة الروح القدس.
تعلّموا أنتم أيضًا بأيّ اندفاعٍ يجب أن تهبّوا لمساعدة نسيباتكم الحبالى. حتّى تلك اللحظة، كانت مريم تعيش وحدَها في العزلة الكاملة؛ لم تمنَعْها حِشمتها البتوليّة من الظهور إلى العلن، ولا حالَتْ وعورة الجبال بدون تحقيق هدفها، ولا جعَلَها بُعد المسافة تتراجَع عن تأدية هذه الخدمة. أسرعَتْ العذراء مريم نحو الأعالي، العذراء مريم التي فكّرَتْ في تقديم الخدمة ونسيَتْ عناءها، والتي استمدَّتْ قوّتَها من محبّتِها، رغم جنسِها. تركَتْ مريم بيتَها وانطلقت إلى الأعالي... بقيَتْ عند نسيبتها حوالى أشهرٍ ثلاثة، لا رغبةً في الإقامة عند الآخرين، بل لأنّها أرادَتْ أن تُنجِزَ تلك الخدمة التي جاءَتْ من أجلِها.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com