عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

احد النسبة

أحد ما قبل الميلاد:أحد النسبة : Mt 1,1-25

تعليق
للقديس يوحنا الذهبي الفم
في تسمية المسيح وبتولية مريم

1- فما هي هذه النصوص؟ \"وكمان هذا كله ليتم ما قيل من قِبَل الرب بالنبي القائل\": صرخ الإنجيلي بكل ما عنده من قوة بصوت جدير بالأعجوبة قائلاً \"وكان هذا كله\"، لما رأى بحر محبة الله للبشر وعمقه. وان ما لم يكن يُتوقَّع أبداً قد حُقِّق، ونواميس الطبيعة وقفت، والتصالح تمَّ، والأعلى ينزل إلى الأدنى، والسياج يُهدَم، والحواجز تُرفَع، وآيات شتى أخرى تجترح. لما رأى هذا كله قد تمَّ جمل الأعجوبة بعبارة واحدة: \"وكان هذا كله ليتم ما قيل من قِبَل الرب\". فكأنه يقول: لا تظن أن هذه الأعجوبة قد قررت الآن. كلا! إنما حُدِّدَت ورُسمت قديماً. وهذا ما اجتهد بولس في تبيانه في كل مكان. وها هو الملاك يعود بيوسف إلى أشعيا حتى إذا كان نسي الكلمات التي سمعها عند استيقاظه من النوم يستطيع أن يستعيد ذكرها بالأنبياء الذين اعتاد الاغتذاء بهم. فالرسول السماوي لم يقل شيئاً من ذلك لمريم إذ لم يكن لها بعد خبرة بالكتب المقدسة لحداثة سنِّها، لكنه تحدث إلى الرجل الذي كان صدِّيقاً ومطلعاً على الأنبياء منذ سنين كثيرة. وكان قال من قبل \"مريم امرأتك\". لكنه لما وسَّط النبي أخذ يقنعه بأمر البتولية معلناً أن مريم لا تزال عذراء، الأمر الذي لم يكن يوسف ليصدّقه لولا شهادة اشعيا. وفي الواقع أن هذا الأمر لم يعد يدهشه لأنه ألِفَ سماع ما كان قاله النبي من عهد بعيد. فلهذا السبب أبرز الملاك هنا كلامه بقول الله نفسه فيقول أن هذا القول لا يأتي من إنسان بل من إله الكل لذلك لم يقل \"لكي يتم ما قال النبي\" بل \"ما قيل من قبل الرب\". ان الفم إنما كان فم اشعيا أما الأمر الموحى به فهو يرجع إلى أصل بعيد. وقائلٍ ما هو هذا الأمر الموحى به؟ \"ها هي العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعى اسمه عمانوئيل\" (اشعيا 7: 14). ولعلكم تقولون: لماذا لم يُعرَف باسم عمانوئيل لكن باسم يسوع المسيح؟ لأن الملاك لم يقل: وتدعوه بل قال و\"يدعى\" أي ان الشعوب تدعوه وستثبت له الحوادث المقبلة هذا الاسم وهو يضع اسماً مطابقاً لما سيجري. ومن عادة الكتاب أن يحلّ الحقيقة محل الأسماء: \"يدعى عمانوئيل\" أي ان الله سيشاهد مع الناس. نم ان الله كان لا يزال مع البشر لكنه لم يكن قط بهذا الشكل الظاهر.
وإذ كان اليهود لا يزالون متعنتين رَدَّ عليهم: في أي وقت دعي صبي: \"أسرع إلى السلب بادر إلى النهب\"؟ انهم لا يستطيعون أن يجيبوا بشيء على ذلك. لكن لماذا قال النبي: \"أُدعُ اسمه أسرع إلى السلب\" (اشعيا 8: 3)؟ لأنه عند انتهاء الحرب توزع الأسلاب. إذاً الحادث نفسه الذي سيقع حين ولادته يعطيه الله إسماً له. وقد قيل أيضاً \"والمدينة ستدعى مدينة العدل، صهيون أم المدن الأمينة\" (اشعيا 1: 26). على أننا لم نرَ قط أن المدينة دُعيت مدينة العدل بل ظلَّت تدعى أورشليم. لكن بما انها تحولت لمعنى الخير فالنبي لكي يبين هذا التغيير يقول انها ستدعى بهذا الاسم الجديد.إذا حدث حادث خطير يُظهر مُحدِثه بأوضح من اسمه الحقيقي أو يطغي بالوضوح على اسم مَن حدث لأجله هذا الحادث، فحينئذٍ يدعون اسم المحدث أو المحدَث لأجله باسم الحقيقة الراهنة. فاذ قد أبكمت أفواه الخصوم بهذا الموضوع، فان أثاروا صعوبة أخرى فيمَا تُنُبِّئ به عن بتولية مريم محتجين بشرّاح آخرين قائلين انهم لم يصفوها بعذراء بل بفتاة، نجيب على ذلك أولاً أن نص الترجمة السبعينية هو أولى بالتصديق من سائر الترجمات الأخرى، لأن هذه الترجمات لم تظهر إلاّ بعد مجيء المسيح. والذين شرحوها ظلُّوا يهوداً. فكان انهم أمسوا مشتبهاً بهم بحق، لأنهم ألقوا ستاراً من الظل على النبوءات، من بُغض وعدوان، وادخلوا عليها هذا التغيير تعمداً. أما السبعون شيخاً فبما أنهم كتبوا قبل مجيء المسيح بما ينيف على المئة سنة، علاوة على أن عددهم كان عظيماً، بحيث تنتفي عنهم كل شبهة من هذا القبيل، فالزمان وعدد المشتغلين واتفاقهم التام كل ذلك يدل على أنهم جديرون بكل ثقة.
2-
وهب أنهم تمسكوا بشهادة أولئك المحدثين فالنصر يكون أيضاً بجانبنا لأن الكتاب لا يستعمل كلمة فتاة إلاَّ ليدل على أنها عذراء. وهذا التعبير لا يطلقه على النساء وحدهن بل على الرجال أيضاً لأنه يقول: \"الأحداث والعذارى، الشيوخ مع الشباب\" (مزامير 148: 12). وحينما يتكلم عن ابنة يريد الناس أن يطعنوا بعرضها يقول: \"إذا صرخت الفتاة\" (تثنية الاشتراع 22: 27) أي العذراء. ويؤيد هذا القول ما ورد فيما سبق من النص. ولا يقول النبي فقط: \"هوذا العذراء تحبَل\" لكنه بدأ الآية بقوله: \"يؤتيكم السيد نفسه آية\". ثم لم يلبث أن أعقب: \"هوذا العذراء تحبل\" (اشعيا 8: 14). فلو كان المقصود بذلك امرأة اعتيادية وولادة مألوفة فأين الاعجوبة؟ لأن الأعجوبة يجب أن تخرج عن نظام الطبيعة المألوف، وأن تكون حادثاً غريباً غير متوقع، وإلا فكيف تكون أعجوبة؟
\"
فأخذها ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر\" يقول الإنجيلي هنا \"حتى\". لا تظن أنهُ عرفها بعد ذلك بل لتعلم أن البتول لبثت سليمة بكل المعنى- فماذا يقول إذا \"حتى ولدت\"؟ هذا تعبير كثيراً ما يستعمله الكتاب المقدس وهو لا يُراد به زمن محدود. فقد جاء عند ذكر سفينة نوح: \"ان الغراب لم يرجع حتى جفَّت الأرض\" (تكوين 8: 7). وإن يكن لم يرجع فيمَا بعد. وحينما يتكلم داود عن الله نفسه يقول هكذا: \"منذ الأزل حتى الأبد أنت هو\" (مزامير 98: 2) والمراد بذلك إله لا حدّ له. وإليك الآن ما يتنبّأ به هذا النبي: \"ينبت في أيامه الصدّيق وكثرة السلام حتى يضمحل القمر\" (مزامير 71: 7)، لأنه لا يشاء حقّاً أن يجعل حدّاً لهذا الكوكب الجميل. هكذا قال الكتاب هنا \"حتى\" ليؤكد ما سبق الولادة، أما بعد ذلك فيدعه لتفكيرك الصادق. لأن ما وجب على الإنجيلي أن يعلمك إياه قالهُ لك، وهو أن مريم لبثت عذراء حتى الولادة. أما ما يعقب هذا التأكيد والنتائج اللازمة الواضحة فيدعه لحكم ضميرك. على أنه من الجليّ أن ذاك الصدّيق لم يجترئ قط على الاقتراب ممن غدت أُمّاً بمعجزة باهرة وكانت ولادتها لا سابق لها بين الولادات البشرية. فلو كان عرفها على عادة الرجال مع النساء فكيف يجعلها المسيح تحت رعاية تلميذه الحبيب ويوعز إليه أن يأخذها لخاصته؟ أفليس هذا دليلاً على أنها لم يكن لها معين آخر؟ قد تسألونني كيف إذاً يعقوب ومَن عنده يُدعَون إخوة المسيح؟ كانوا يدعون إخوة المسيح كما كان يوسف يدعى رجل مريم لأن ستائر شتى كانت تحوط تلك الولادة الغريبة حتى تظلَّ مخفية. ولذلك كان يوحنا يدعوهم إخوته قائلاً: \"لأن اخوته لم يكونوا يؤمنون به\" (يوحنا 7: 5) لكن هؤلاء الذين لم يؤمنوا من البدء أصبحوا فيما بعد أعظم أبطال الحق وأنبلهم. ولما صعد بولس إلى أورشليم ليتثبَّت في التعليم لم يلبث أن دخل على يعقوب. لأن هذا الرسول العجيب هو أول من استحق أن يكون أسقفاً لهذه المدينة ويُقال انه كان على جانب عظيم من شظف العيش بحيث أن كافة أعضائه أصبحت مائتة. وان انعكافه على الصلاة ومناجاته المتواصلة ووجهه لاصق بالأرض جعل جلدة جبهته قاسية كجلدة رُكب الجمل. وهذا الرسول نفسه لما تكلم مع بولس الذي عاد أيضاً فيما بعد إلى أورشليم كان يقول له بفرح: \"أنت ترى أيها الأخ كم ربوة من اليهود انضموا إلينا\" (أعمال 21: 20). لقد كانت عظيمة فطنته وغيرته أو بالحريّ قدرة المسيح. والغريب أن الذين كانوا يندّدون به وهو حي اطنب

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com