عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

سر القربان المقدس

سر القربان المقدس والمدخل إلى طقس القداس الإلهي حسب عقيدة كنيسة أنطاكية السريانية الأرثوذكسية وطقسها البيعي المقدس

الحلقة الرابعة

مفاعيل سر القربان المقدس:
ينعم الرب الإله على الذين يتنالون سر القربان المقدس بإيمان، بمواهب سماوية منها:
1
ـ الثبات في المسيح والاتحاد به والنمو في النعمة حسب قول الرب:«من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه»(يو 6: 56).
2
ـ الاتحاد بعضنا ببعض «فإننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد لأننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد» (1كو 10: 17).
3
ـ يمنحنا هذا السر أيضاً عربون الحياة الأبدية والقيامة المجيدة كقوله له المجد: «من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير» (يو 6: 54) «من يأكل من هذا الخبز فإنه يحيا إلى الأبد» (يو 6: 58). وإن الكنيسة تحرم الهراطقة والمعتوهين والمجرمين غير التائبين من تناول القربان لأنه علامة شركة مع المسيح والشهداء والقديسين والمؤمنين الصالحين فهل يعقل أن نختار بملء إرادتنا أن نحصى مع الهالكين بعدم تناوله!؟ في حال أن القربان المقدس يقدّم لنا مجاناً على مذابح الرب!؟.فعلينا أن نبادر بالتناول من هذا السر المقدس لننال النعم السماوية قبل فوات الأوان.
ثـانـيـاً: طـقـــس الـقـــداس الإلــــهــي
فيما يأتي نشرح بأسلوب سهل وباختصار مراحل طقس القداس الإلهي ووقائعه بحسب ليتورجية مار يعقوب أخي الرب التي تستعملها كنيستنا المقدسة كنيسة أنطاكية السريانية الأرثوذكسية بنصها السرياني الأصيل، ولفائدة القارئ الكريم نوضّح بإيجاز ما يجب توضيحه منها ونغضّ النظر عما لا نرى ضرورة تفسيره في هذا البحث.تعتبر ليتورجية مار يعقوب أخي الرب أقدم كتب طقس القداس الإلهي وما تزال محتفظة بأصولها القديمة منذ أن وضعها القديس مار يعقوب أخو الرب الذي كان أول من احتفل بالقداس الإلهي من بين الرسل وقد قام بذلك باللغة السريانية الآرامية على مثال ما رأى الرب يسوع يفعله ليلة آلامه وفاه بذات الكلمات المقدسة التي قالها له المجد عندما سلّم سرّ القربان المقدس إلى تلاميذه الأطهار. وقد أضيف على ليتورجية مار يعقوب مع تمادي الزمن، صلوات وطلبات ولكنها احتفظت بأقسامها الرئيسة الأصلية بدون تغيير. وقد نقّحها مار يعقوب الرهاوي (+708) واختصرها المفريان ابن العبري (1286+) وعرّبها البطريرك العلامة مار إغناطيوس أفرام الأول برصوم (1975+) وقد وضع الآباء عبر الدهور نوافير عديدة بلغت خمساً وثمانين نسبت كل واحدة منها إلى أحد الرسل أو الآباء الأقدمين. وفرضت الكنيسة على الكاهن أن يستعمل كتاب ليتورجية مار يعقوب أخي الرب أثناء احتفاله بالقداس الإلهي للمرة الأولى بعد رسامته كاهناً وفي كل قداس يحتفل به لأول مرة على مذبح إحدى كنائسنا وفي الأعياد السيدية وعلى أحبار الكنيسة أن يستعملوها في طقس الرسامات الكهنوتية وتقديس البيع والمذابح والطبليثات والميرون المقدس ومسحة المرضى. ولأهميتها اعتمدناها ببحثنا هذا بنصها السرياني وترجمتها العربية.إن القداس الإلهي هو الذبيحة غير الدموية الحسية والمنظورة التي رسمها الرب يسوع ليلة آلامه، وهي امتداد لذبيحة الصليب الكفارية، وتمنح المؤمنين استحقاقاتها غير المنظورة وغير الحسية وهي ذكرى تعيد بالصورة ذاتها العشاء الرباني المقدس يوم أكل الرب يسوع مع تلاميذه أولاً الفصح الذي أوصى اللّه موسى بأن يقدّمه شعب العهد القديم كل سنة ليذكروا أن الرب أعتقهم من عبودية مصر وبعد ذلك، أخذ يسوع بيديه خبزاً وبارك وكسر وأعطاهم قائلاً: «خذوا كلوا هذا هو جسدي» ثم أخذ كأس الخمر وبارك وأعطاهم قائلاً: «اشربوا منها كلكم إن هذا هو دمي» وأوصى تلاميذه قائلاً: «اصنعوا هذا لذكري» فإتماماً لوصيته هذه لهم ولنا، نذكر موته الكفاري عنا وعن البشرية جمعاء كلما احتفلنا بالقداس الإلهي. ففي ذبيحة الصليب قدّم الرب يسوع ذاته بإرادته قرباناً لأبيه السماوي كفارة عن خطايانا، فعُذّب من أعدائه، وصُلب ومات وقام في اليوم الثالث ممجداً وأقامنا معه وبذلك أعتقنا من أعدائنا الثلاثة الموت والخطية والشيطان، ومنحنا الغلبة عليها، ومحا صك الخطية الأبوية، وبرّرنا وقدّسنا وأعاد إلينا نعمة البنوة لأبيه فصرنا مولودين من السماء أولاداً للّه الآب بالنعمة وورثة لملكوته السماوي، كما أمرنا أن نحتفل بالذبيحة غير الدموية وأن نذكر تضحيته في سبيل خلاصنا كما كان اللّه تعالى في العهد القديم قد أمر موسى أن يوصي بني اسرائيل أن يأكلوا خروف الفصح ويذكروا تحرير الرب إياهم من عبودية مصر. وكان الرب يسوع في ذبيحة الصليب الكاهن والذبيحة الكفارية في آن واحد. وكذلك في القداس الإلهي الذبيحة غير الدموية، فالمسيح يسوع هو «الكاهن إلى الأبد على رتبة ملكيصادق» (مز 110: 4، عب 5: 6) يقدّم ذاته ذبيحة على يد أحد كهنته الشرعيين، خادم سر القربان المقدس بطريقة سرية، وتمثّل هذه الذبيحة غير الدموية موت الرب يسوع على الصليب وفيها يعلن المؤمنون المشاركون بها مع الكاهن مقرّبها، إيمانهم بالمسيح يسوع الإله المتجسّد مخلّص العالم، وقبولهم نعمة الفداء الذي أكمله على الصليب، كما يعلنون إيمانهم بسر القربان المقدس الذي منحنا إياه الرب يسوع ليلة آلامه فنتناوله لننال الحياة في المسيح وننمو فيه ونثبت على إيماننا به، وأخيراً لنستحق أن نرث معه الحياة الأبدية. لذلك فتناول القربان المقدس ضروري للخلاص بحسب تعاليم ربنا يسوع، وقد رسمت الكنيسة المقدسة في طقوسها أن أسرار الكنيسة السبعة لا تكمل إلاّ بتناول القربان المقدس.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com