عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

25/6/2009
عناصر وعظية_ المطران جورج خضر " تتمة"

الفصح

في العبادات تقطيع لا بد منه لأنك تحيا في أزمنة متعاقبة كأن تقول مثلا اليوم هو الجمعة العظيم وليس الفصح، الجمعة هو يوم الموت والفصح يوم القيامة. حقيقة الوحي ليست هذه لأن السيد قد تمجد على الصليب وبعد القيامة بقي حاملا أثر طعنة الجنب وأثر المسامير. الفرح في الصلب والفرح في القيامة. النصر كان كاملا على الجلجلة لأن النصر كان في ارتضاء السيد الموت .
النصر قائم منذ لحظة الصلب لأن الموت لا يمكن ان يقضي على قوة المسيح، ولكن أحدا لم يكن يعرف هذا، الظاهر من الصلب انه قضي على الرجل وانتهت رسالته؛ الحقيقة ان فاعليته بدأت. ماذا أضافت القيامة؟ هي كشفت ان المسيح لا يستطيع احد ان يقضي عليه وان يحبسه في اسافل الأرض ، كشفت ان الله وضع كل شيء تحت قدمي يسوع الحبيب. في الصلب كان النصر قد تم، في القيامة أُعلن.هذا يشبه جيشا ربح المعارك كلها ولكن اذا وقعت الهدنة يعلن للملأ انتصار طرف محارب على طرفجسد المسيح ما بلي،هذا سجّله على الموت. ثم أدرك التلاميذ حقيقة هذا في الظهورات، كانت القيامة اذاً رسالة، تبديدا لشكوك التلاميذ، الصلب كان أساس الرسالـة، القيامـة انطلاقتها الفعليـة، لعـل اهم تأثير للقيامة انها جعلت كتابة الإنجيل ممكنة. كل شيء يتكلم عن كون الرسل ارادوا يسوع منـقذا وطنيا لهم، حاكما، طاردا للرومان، مشُوِّشَ فكرهم فيـه، مع ذلك يتبعونـه، لا يعرفون الى أين (يقول أحدهم: أرنا الطريق)، يظن اثنان منهم انهما سيكونان وزيرين في البلد الذي سيستقل .
عندما يراه توما يقول: "ربي وإلهي"  يتبدد الشك، نحن اذاً مع انبعاث النفوس، الجلجلة فرَّقت الأتباع، القيامة جمعتهم. يبصرونه الآن حيا الى الأبد، ويبصرون أنفسهم أحياء ماكثين فيه، ويعرفون أنفسهم قادرين به على إيمان ينقل الجبال وعلى اقتحام الموت، الموت العادي الذي يموته كل انسان وموت الشهادة . لو لم يقم المسيح لما كان إيمان ولما كانت شهادة. من صبيحة الفصح، من اندثار الموت بتنا نعرف في يقين ثابت ان أحدا في العالم لا يقوى على المسيح ولا على كنيسته، كذلك نعرف ان الكنيسة قادرة متى شاء ربها ان تذوق التجديد. قد تحل أزمنة فتور وجحود ويعم السقوط وتبدو الآفاق مغلقة، معتمة، ثم فجأة تحس بالنفوس ملأى بالفرح وعميقة ومتوثبة للعمل، وتشعر بالطهر في نفوس كثيرة ، طراوة المسيحيين المتجددةِ قلوبُهم ثمرةً من ثمار الفصح.

ونبقى على هذه التعزيات  "أسبوع التجديدات" نكـرر فيـه الفصح في الخدمـة وكأننا نـأبى ان نعـود الى فواجعنا اليومية، ثم نمد الفرح حتى خميس الصعـود ونكرر أنشودة الفصح لتربية النفس على انها استلمت حقيقة أخيرة ان المسيح نهض مـن القبر حتى لا يبقى احـد يعيش لنفسه، بطريقة او بأخرى كل منا يمـوت في سبيل الآخرين حتى لا يبقى انسان في قبر نفسه.

الحب المذبوح

" روح أفواهنا مسيح الرب ".. "الذبيح قبل إنشاء العالم" حبّا, الذي زاملنا في اللحم والدم وغدا عريس الكون, ساقه حبه وحده إلى الصليب كي لا يبقى محبّوه مسمَّرين على خطاياهم. فإذا أحبّوه انعتقوا من أنانيتهم وضيق صدرهم والأحقاد التي هي وكر الأفاعي التي تأكل قلوبهم.

هذا الموسم الطيب يقول لنا: " كل من يعمل الخطيئة هو عبد للخطيئة. والعبد لا يبقى في البيت إلى الأبد. أما الابن فيبقى إلى الأبد. فإنْ حرَّركم الابن بالحقيقة تكونون أحراراً" ( يوحنا 8: 34-36 ). الفصح الذي يكشف لنا نصر المسيح وتحرير المسيح إيانا تكمن كل معانيه بين الخميس العظيم وسبت النور. في هذه الثلاثية نلتمس القربى, والقربى يعطيها هو إذ يقول لنا دمُه المراق أننا بعد أن كنا عبيدا بتنا أبناء وإننا مدعوون إلى أن نجالس السيد عن يمين الآب ونحن في الأرض لأن أفكارنا صارت تنزل علينا من السماء.هذا جعله الله الآب ممكنا لأن المسيح وهبنا مجانا, ونحن فجّار, أن نتكئ على صدره وأن نتناوله خبزاً سماويا وحياة دائمة فينا. لقد تمتم الله بالأنبياء قديما أنه معنا وأنه أبونا. ولكن لم نذق معيّة الرب حقا إلا لمّا رأينا المسيح يمشي على أرضنا ويشفي مرضانا ويحتضننا أية كانت معاصينا. الله لا نراه بعيدا أو فوقيا كالشعوب القديمة وليس فزاعة لأحد ولكنه بات في صميمنا, قلب كل قلب ونفحة كل حياة وتعزية لكل حزين ولحمة كل مكسور.

ونحن لم نستحق َ ذلك إذ لم نصنع شيئا حَسَنا على الأرض وليس في هذا الطين أي بر. غير أنه لما سيق إلى الذبح مثل شاةٍ, عَرَفْنا أنه قادر على إحيائنا من موت, وفهمنا أن سر الوجود هو المحبة التي أحبَّنا بها. هذه هي التي تبعثنا من القبور لأن من أحب َّ بالحب الذي وضعه فيه يسوع لن يموت إلى الأبد ولن يتسلط عليه الموت.

 نحن صرنا فيه وبه فصحيين أي عابرين كل يوم الهوّة التي تفصلنا خطأةً عن الذي لا أثر فيه للعيب. هذا الذي ذاق من أجلنا مرارة خطيئة لم يرتكبها يذيقنا اليوم حلاوته ويجعلنا قائمين كل يوم وليس فقط في اليوم الأخير. ذلك أننا دُفنّا معه بالمعمودية لنصير إلى موته حتى كما أقُيم هو من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضا في حياة جديدة ( رومية 6: 4 ).
هذه دعوة النصر ودعوة الفرح. ولكنها أيضا دعوة اليقظة حتى لا نعود نُستعبَد للخطيئة. لا يبطل الجهد بالفصح ولا نضعف في محاربتنا للشيطان. الفرح لا يعني إهمال الوعي. الفصح عيد الوعي بامتياز. المسيح قام. رجاؤنا إليه أن يجعلنا في كل حين مغتسلين بضيائه.

قم يا الله

رتلناها أمس في قداس كان يقام السبت ليلا، ورتلناها لنقول ليسوع: أنت تقوم لنحيا بك، ايامنا شقاء وبلدنا يفتقر. أنت انتصرت، وهل من انتصار الا على الموت؟ انصرنا انت على قوة الموت التي تصيبنا اي على الإحباط والحزن واليأس والخوف من المرض والفاقة والشيخوخة لكي لا يبقى العيد يوما واحدا، لكي يرتسم فورا داخل النفس فنتجاوز الخوف ونرجوك من بعد خطيئة ونثق لا بقدرتنا ولكن بقدرتك .الإخفاق في العمل، في العاطفة، في الحياة اليومية، اندثار آمال كثيرة وضعناها في من ظننّا انهم كبار، كل هذا الإخفاق كان من شأنه ان يقودنا الى القنوط بحيث نقول إن قلة من الناس توضع الثقة بهم او نقول ان زوجتنا او اولادنا اضعف مما حسبنا ان يكونوا، وقد نقول ان البلد ذاهب الى الهلاك او لا احد يعرف مصيره . وان كنا واقعيين فليس في بعض الذين يصلّون تعزية كبيرة، فهم لا يشدّون انفسهم الى المسيح ، وبعض البارزين في الكنيسة لم يبق المسيح هاجسهم الوحيد ، العيد لا يمكن ان يحجب عنا رؤية السيئات ونحن نقيم العيد وسط السيئات التي تعترينا. العيد في العالم او كان هروبا، الفصح في الكنيسة لنأخذه الى العالم، الكنيسة تنصبّ كالنهر كلها في العالم او كانت متحفا وحفلة تنغيم .
العيد ليس لتنسى الشقاء ولكن لتتغلب عليه، فكما ان الموت لم يبتلع المسيح هكذا لا تأكلك أتعابك. انت تقدر بيسوع ان تحمل الصليب بفرح، تنتصر في داخل آلامك لأن السيد اذا أحببته يدخل الى عميق قلبك ، لا يمكن ان تُسكت آلامك الحقيقية ولكن لك ألا ترزح تحت وطأتها، واذا رزحت ابقَ واعيا حتى تقوم .القيامة بهذا المعنى حالة ، كانت حدثا مرة واحدة لتصبح حالة، شيئا يدوم فيك ويجعلك إنسانا جديدا، لا تخف؛ هو القائل: " ثقوا اني قد غلبتُ العالم" ، والعالم عالم الشهوة والأطماع والأحقاد، هذه تسيطر على الدنيا، وقد تكون شهوة فاتكة فيك او بادئة فيك. انتبه ، انت قادر على ان تقضي عليها بنعمة المسيح .

واذا انتصرتَ مرة تكون أقوى في مناسبة إغراء ثانية ، اسعَ الى الانتصار على نفسك فكل شيء في نفسك ، هـي ساحـة الحرب عـلى الشريـر، هـذه اصعـب من كل الحروب، ولكن فيها تعزيات لا تساويها أية تعزية خارجية. انقل الفصح الى القلب تفرح فرحا عميقا .
وتفرح بالذين تعزوا مثلك بيسوع وتكونون معا كنيسة القيامة اي جماعة من ناس يعيشون بالرجاء، بمعرفتهم ان المسيح يأتي إليهم ببهائه ليزيل عنهم كل قباحة. فإذا قلت اليوم: "المسيح قام"، افهم انك لا ترنم فقط أنشودة ولكنك ترجو ان تكون نفسك قائمة معه وقائمة به، ألاّ تنهزم امام الصعاب يعني انك عزمت ان تصبح انسانا قياميا .

الفصح

يعبّر الذائقون لجمال الصيام عن فرحهم به بقولهم: يا ليته لا ينقضي لأنهم يكونون فيه في إلفة يسوع، في الفصح تمّ اللقاء الكامل بيسوع من حيث اننا ورثنا الحياة الجديدة ، ونبقى مُنتشين بهذا الفرح ولا نقبل ان ينقطع. لذلك أسسنا " أسبوع التجديدات" هذا الذي قضيناه بين العيد وأحد توما، وكنا كل يوم نكرر خدمة العيد وكأننا لا نحب ان يحل زمان آخر لا فصح فيه .
العيد من حيث هو ذكرى لا بد ان ينقضي، نكون قد أخذنا منه تربية ومعاني، نكون قد اختُطفنا الى الفردوس وعلينا ان نعود الى هذا العالم في كل تعاريجه وكل صعابه .نظل اربعين يوما نرتل فيها "المسيح قام" وكأننا نأبى ان نغادر العيد، كيف يترك الإنسان الفردوس؟ هذا العالم يقول لنا الأحد الذي نحن فيه اليوم نحيا فيه بالإيمان بالسيد المنتصر. اجل انه منتصر ولكنه خفي، حي في نفوسنا بالروح القدس . ولذلك كانت انطلاقة المسيح الى العالم بعد موته وانبعاثه هي العنصرة ، هي تفعيل القيامة في المخلَّصين المتعاهدين كلمة يسوع في ما تتطلبه الأمانة من دقة .
ماذا يعني ان نكون جددا في دنيا كلها عتيقة؟ الخطيئة عتيقة والمسمون مسيحيين الكثيرون منهم عاشقون هذه الدنيا وزخرفها ولا يبدو ان شيئا يميزهم عمن لا يؤمنون بقيامة المسيح ، في الرسالة الى أهل أفسس تكلم بولس الرسول على فجور الوثنيين وانغماسهم في كل فاحشة حتى قال: "اما انتم فما هكذا تعلمتم المسيح" ورجا ان يقلعوا عن سيرتهم الأولى ويخلعوا الإنسان القديم ويلبسوا "الإنسان الجديد الذي خُلق على صورة الله في البر وقداسة الحق" .
ليس كلام الرسول فقط تمنيا او تحريضا على البر ولكنه في كثير من كلامه يتكلم على المسيحيين على انهم أحياء بالبر. " دُفنا معه في موته" . وفي وضوحها قوله: " من مات بُرِّر من الخطيئة" اي من مات مع المسيح او من التصق بالمسيح المصلوب تحرر من الخطيئة .واذا قال رسول الأمم في الرسالة هذه الى أهل رومية: " احسبوا أنكم أموات عن الخطيئة (اي مميتين الخطيئة في أنفسكم)، أحياء لله في يسوع المسيح" . في فكر بولس ان المسيحيين نوع جديد من البشر، ولذلك كان بعض المسيحيين مثل باسيليوس الكبير ويوحنا الذهبي الفم يرجئون معموديتهم الى ما بعد سن العشرين لقناعتهم الكاملة ان المسيحي لا يجوز ان يخطئ بعد المعمودية. كاتب الرسالة الى العبرانيين ويوحنا الحبيب تصور كلاهما ان المؤمن يستطيع الا يخطئ عمدا او الا يخطئ بما يقوده الى الموت الروحي
هل هذا حلم؟ اضعف الإيمان ان يكون هذا طموحا، طموح ان نخرج من الخطيئة كلما اقترفناها، الا نتعاقد مع وضع خاطئ، الا نبيت في معصية ونرتاح اليها. من صادق الخطيئة ليس انسانا فصحيا، وصلاته كاذبة ان صلى، وأعياده باطلة .
هل عبرنا العيد ونحن مصممون على ان نبقى على خطايانا؟ كيف نعمل معا حتى لا يكون مشهد المسيحيين في كنيستنا مشهدا وثنيا اي مشهد ناس ما ذاقوا جمال يسوع؟ بالتأكيد الوثنيون في العهد المسيحي الأول يلحظون ان المسيحيين نوعية جديدة من البشر وقالوها، وكتب المسيحيون عن أمور يرتكبها الوثنيون وهم لا يرتكبونها .
هل هذا صحيح اليوم في العالم، في إنطاكية، في هذه الأبرشية؟
قياميات

حديث قيامـي مكثـّف استغـرق كلّ الأسبوع الماضـي حتى يستطيـب المؤمنـون إيمانهم بالمسيح الحي، ويبـقى أربعون يوما للكلام على القيامة بصورة اقل كثافـة حتى الأربعـاء في نهايـة الأربعينية الفصحية حيث نكـرر صلاة العيد وداعا؛ والحق اننا لا نرحل عن الفصح طـوال السنـة لأن كل احد فصـح صغير ويتلـى فيه دائما إنجيل السَحَر عن ظهـور من ظهورات السيد وهي 11 قراءة تروي كل الظهورات كما وردت في الأناجيل الأربعـة .

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com