عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E التراث العربي المسيحي

عظة يوحنا الذهبي الفم

الاثنين من أسبوع مولد يوحنّا : Lc 1,67-80

تعليق على الإنجيل
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، أسقف أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
العظة 44 عن القدّيس متّى

\"لِيُسَدِّدَ خُطانا لِسَبيلِ السَّلام\"

إسم المشرق يوافق تمامًا المسيح، لأنّه فتح لنا الباب إلى النور الحقيقي: \"قَد ظَهَرَ لِلمُقِيمينَ في الظُّلمَةِ وَظِلالِ الموت\". الظلمات التي يتكلّم عنها هنا ليست الظلمات الماديّة، إنّما الأخطاء، الإبتعاد عن الإيمان. في أيّ ظلمة كان الشعب الوثني غارقًا، مُثقلاً بعبادة الأصنام، إلى أن جاء النور ليبدّد تلك الظلمة العميقة وينشر تألّق الحقيقة في كلّّ مكان! ظلال الموت هي نسيان الروح؛ الموت يجعل أنّ ما يزيله يبطُل من الحياة؛ كذلك النسيان يجعل أنّ ما ينطفىء يبطُل من الذاكرة؛ لذلك قال في الشعب اليهودي الذي كان قد نسي الله، إنّه كان مقيمًا في ظلال الموت. ظلال الموت هي أيضًا الموت الجسدي، الموت الحقيقي هو الذي يفصل النفس عن معية الله؛ ظلال الموت هي التي تفصل النفس عن معية الجسد؛ هذا ما جعل الشهداء يقولون (مز43 ): \"ظلال الموت غمرتنا\". في الواقع، كما أنّ الظلّ هو دائمًا متناسب مع شكل الجسد، هكذا أعمال الكفّار هي نوع من الإقتداء بالشرير. عبارة \"المقيمين في الظلمة\" هي صحيحة جدًّا؛ في الواقع، لم نكن نسير أبدًا في الظلمات، إنّما كنّا مقيمين بدون أيّ رجاء بالتحرّر. السيّد، بإشراقه على أرضنا، لم ينِر الذين كانوا مقيمين في الظلمات فقط، بل كانت رسالته أكثر شمولاً: \"لِيُسَدِّدَ خُطانا لِسَبيلِ السَّلام\". صوت السلام هو صوت العدالة، فيه سدّد خطانا، أي إنفعالات نفوسنا. نسدّد خطانا في سبيل السلام، حين نتبع بأعمالنا الطريق التي لا تميل أبدًا عن نعمة خالقنا.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com