السبت الأوّل من زمن المجيء : Mt 9,35-38#Mt 10,1-1#Mt 10,6-8

تعليق على الإنجيل
القدّيس أوغسطينُس (430 - 354)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة

الحصاد كثير

كان المسيح متحمّسًا جدًّا لمهمتّه وكان يستعدّ لإرسال الفعلة... لذا، سيرسل الحصّادين. \"ويصدق القول: واحد يزرع وآخر يحصد. وأنا أرسلتكم لتحصدوا حقلاً ما تعبتم فيه. غيركم تعب وأنتم تجنون ثمرة أتعابه\" (يو4: 37-38). إذًا، هل أرسل حصّادين بدون أن يرسل زارعين؟ إلى أين أرسل الحصّادين؟ إلى حيث تعب غيرهم... إلى حيث بشّر الأنبياء، لأنهم كانوا الزارعين. إذًا، مَن هم الذين تعبوا؟ إبرهيم، إسحق، يعقوب. فلنقرأ قصّة أعمالهم: في أعمالهم كلّها، نجد نبوءة من المسيح؛ إذًا، هم كانوا الزارعين. أمّا موسى والآباء الآخرون وجميع الأنبياء، فكم عانوا البرد خلال الفترات التي كانوا يزرعون فيها؟ وبالتالي، كان الحصاد جاهزًا في اليهوديّة. ونفهم أنّ الحصاد كان ناضجًا عندما \"كان آلاف الرجال يجيئون بثمن المبيع ويلقونه عند أقدام الرسل\" (أع4: 35) متخلّصين بذلك من أعباء هذا العالم (مز81: 7)، ليتمّكنوا من اتّباع يسوع المسيح. فكان الحصاد قد وصل فعلاً إلى مرحلة النضوج.ما كانت نتيجة ذلك؟ من هذا الحصاد، تمّ استخراج بعض البزور التي زُرعت في الكون، وها هو حصاد جديد ينبت ليُقطف في آخر الأزمنة... لقطف هذا الحصاد، لن يتمّ إرسال الرسل، بل الملائكة.