عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E نجمه في المشرق

سر القربان المقدس الحلقة الثالثة

سر القربان المقدس والمدخل إلى طقس القداس الإلهي حسب عقيدة كنيسة أنطاكية السريانية الأرثوذكسية وطقسها البيعي المقدس

الحلقة الثاثة
استحالة الخبز والخمر إلى جسد الرب يسوع ودمه الأقدسين:
بحسب عقيدة كنيستنا إن تقديس عنصري الخبز والخمر واستحالتهما إلى جسد المسيح ودمه في القداس الإلهي يتمّان ويكمّلان بصلاة دعوة الروح القدس وليس بمجرد الألفاظ السيدية التي إنما يتلوها الكاهن المقرِّب بنوع الإخبار وعليه أن يتلوها بخشوع ومخافة اللّه ورهبة، وهو يتأمل بمعناها وبالتضحية العظيمة التي قدّمها الرب يسوع حيث قد بذل ذاته على الصليب لفداء البشرية، والروح القدس هو الذي يقوم بتقديس جميع أسرار الكنائس كما يقدّس الكنائس والمذابح. وبعد أن يقدّس الروح القدس الخبز والخمر نتناول جسد المسيح ودمه تحت شكلي الخبز الخمر. إن مادة سرّ القربان المقدس هي الخبز والخمر ويكون الخبز مختمراً مصنوعاً من القمح الذي يدعوه الكتاب المقدس خبزاً، ولا نقدم فطيراً. كما نقدم الخمر الحمراء المعتقة المصنوعة من عصير الكرمة ممزوجة بالماء. ذلك أن الرب يسوع عندما سلّم تلاميذه هذا السر المقدس قال: «خذوا كلوا هذا هو جسدي» (مت 26: 26) وأما الكأس الحاوية الخمر الحمراء المعتقة فناولهم إياها وأمرهم التناول من الشكلين قائلاً: «اشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمي» (مت 26: 27و28). وقال «كلكم» لأن بعض تلاميذ الرب يسوع كانوا سابقاً من تلاميذ يوحنا المعمدان الذين نذروا ألاّ يشربوا الخمر طيلة أيام حياتهم. ولكن تلك الخمر الحقيقية التي قدّمها لهم الرب يسوع كانت قد تحوّلت إلى دمه الأقدس، وقد آمن التلاميذ بذلك وتناولوا دم المسيح تحت شكل الخمر، كما أنهم سلّموا بعدئذ المؤمنين سر القربان المقدس أي جسد المسيح ودمه (1كو 10: 16 و11: 27) تحت شكلي الخبز والخمر. فلا يجوز أن يمنع المؤمنون من شرب الخمر المحوّل إلى دم الرب يسوع المسيح بعد تقديسه ولا يجوز أن يكتفوا بتناول الخبز المقدس المحوّل إلى جسد المسيح فقط، أي تناول الشكل الواحد دون الآخر. وقد اعتادت كنيستنا منذ أمد بعيد أن تغمس الجسد بالدم وتناول المؤمنين وبذلك يكونون قد تناولوا الجسد والدم معاً.
مناولة الأطفال القربان المقدس:
كما اعتدنا أيضاً منذ فجر المسيحية أن نناول الأطفال سر القربان المقدس بعد نيلهم سرّي المعمودية والميرون المقدس مباشرة، للموجبات التي تدفعنا لعمادهم ومسحهم بالميرون المقدس وهم أطفال. فالرب يسوع قد قال: «دعوا الأطفال يأتون إليَّ ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات» (مت 19: 14) وإن تناول القربان المقدس ضروري للخلاص بموجب وعيد الرب الرهيب القائل:«إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم»(يو 6: 53) فقد أخطأ من منع الأولاد من المناولة بادعاء أنهم لا يدركون قوة الأسرار، فالأولاد لا يدركون قوة سر المعمودية أيضاً فكيف نعمدهم. وكان شعب نظام العهد القديم بموجب أمر اللّه لهم يختنون أطفالهم في اليوم الثامن وطبعاً لم يكن الأطفال يدركون معنى الختان الذي كان علامة عهد أقيم بين اللّه تعالى والآباء الأولين ابراهيم واسحق ويعقوب ونسلهم، ثم بين اللّه تعالى وشعب موسى. وإنّ سرّ العماد المقدس في المسيحية حلّ محل الختان لذلك فالرسول بولس يقول: «إن اختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئاً» (غلا 5: 2)، فالرب يسوع الذي قال:«من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يُدن»(مر 16: 16) قال أيضاً:«من لا يأكل جسد ابن الإنسان ويشرب دمه ليس له حياة فيه»(يو 6: 53) فتناول القربان المقدس إذن ضروري للخلاص للأطفان كما هو ضروري للخلاص للكبار.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com