عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

تعليق على الانجيل

الثلاثاء من أسبوع زيارة العذراء : Lc 10,38-42

تعليق على الإنجيل        
الطوباويّة ألياصابات الثالوت (1880 - 1906)، راهبة كرمليّة
الرياضة الروحيّة الأخيرة

\"جلسَتْ مريم عند قدمَيّ الربّ تستمع إلى كلامه\"

\"بالصمت تكون قوّتكم\" (را. أش30: 15)... الإحتفاظ بقوّتنا للربّ، هو توحيد كياننا بكليّته بالصمت الداخليّ، هو استجماع كلّ قوانا وتشغيلها بعمل الحبّ فقط؛ هو التمتّع بالعين البسيطة التي تسمح للنور بأن يفيض علينا (متى6: 22). إنّ الروح التي تتناقش مع نفسها، والتي تهتمّ بأهوائها وتلاحق أفكارًا عديمة الفائدة أو رغبة ما، هذه الروح تبدّد قواها، وليست بالتالي مكرّسة لله... إنّ ما يغلب عليها هو الطابع البشريّ، وهي تعيش في ضجيج وضوضاء.
إنّ الروح التي تحتفظ بشيء في مملكتها الداخليّة الخاصّة، والتي لا تكون قواها متّحدة بالله، لا يمكن أن تكون \"تسبحة مجد\" كاملة (أف1: 14)؛ فهي ليست في حالة تمكّنها من أن تغنّي بدون انقطاع \"نشيد المجد\"، النشيد الكبير الذي يتحدّث عنه القدّيس بولس لأنّها ليست متّحدة؛ وعوضًا عن متابعة ترنيم المجد من خلال كلّ شيء في البساطة، يجب أن تجمع بدون توقّف أوتار آلتها الموسيقيّة المفقودة قليلاً من كلّ الجهات.
كم هي ضروريّة، هذه الوحدة الداخليّة، للروح التي تريد أن تعيش هنا على الأرض حياة الطوباويّين، أي حياة الكائنات البسيطة، حياة الروح. يبدو لي أنّ المعلّم الإلهي كان يقصد ذلك حين تحدّث إلى مريم المجدليّة عن \"الأمر الواحد الضروريّ\". وكم فهمت القدّيسة الكبيرة أقواله! فعين روحها التي أنارها نور المعرفة قد تعرّفت إلى إلهها المُحتجب برداء الإنسانيّة، وفي الصمت، وفي وحدة قواها، \"كانت تستمع إلى كلامه\"... نعم، لم تعد تعرف أحدًا سواه.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com