عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اعيادنا المسيحية

عيد القديس اندراوس

عيد مار أندراوس الرسول : Mt 4,18-23

تعليق على الإنجيل
القدّيس بِرنَردُس (1091 - 1153)، راهب سِستِرسيانيّ وملفان الكنيسة
العظة الثانية في عيد القدّيس أندراوس

استشهاد القدّيس أندراوس الرسول

\"أيّها الصليب الذي لطالما تقتُ إليه، والمقدّم إلى تطلّعات نفسي في هذه الساعة! أنا آتٍ إليك الآن وكلّي فرح وثقة. استقبلني بابتهاج، أنا تلميذ ذاك الذي تدلّى على ذراعيك\". هذا ما قاله القدّيس أندراوس (حسب التقليد) حين رأى من بعيد الصليب الذي رُفع لتعذيبه. من أين أتاه هذا الابتهاج وهذا التهليل المدهشان؟ من أين أتى كلّ هذا الثبات في كائن ضعيف كهذا؟ من أين له نفس بهذه الروحيّة وإيمان بهذا الإتّقاد وإرادة بهذه الصلابة؟ لا نظنّنَّ أنّه استمدّ هذه الشجاعة الكبيرة من نفسه؛ إنّها هبة كاملة من أبي الأنوار (يع1: 17)، من الذي يجترح المعجزات لوحده. فقد جاء الروح القدس ليعين ضعفه ولينشر في قلبه محبّة قويّة كالموت، وأقوى من الموت في آنٍ واحد (نش8: 6).
يحلو لله أن نشارك في هذا الروح، نحن أيضًا اليوم! لأنّه إن كان جهد الإرتداد صعبًا علينا اليوم، وإذا كان السهر يزرع فينا الملل، فذلك يعود فقط لفقرنا الروحيّ. لو كان الروح القدس حاضرًا لنا، سيأتي حتمًا ليعين ضعفنا. إنّ ما فعله للقدّيس أندراوس في وجه الصليب والموت، سيفعله أيضًا لنا: فهو سيزيل من عمليّة الإهتداء طابعها المؤلم، وسيجعلها مرغوبة وحتّى شهيّة. أيّها الإخوة، دعونا نبحث عن هذا الروح، دعونا نبذل ما في وسعنا للحصول عليه، أو لإمتلاكه بملئه إن كنّا نملكه في الأصل. لأنّ \"مَن لم يكن فيه روح المسيح، فليس هو من خاصّته\" (رو8: 9)... علينا إذًا أن نحمل صليبنا مع القدّيس أندراوس أو بالأحرى مع الذي تبعه، أيّ الربّ مُخلِّصنا. فالفرح الذي غمره لا يعود إلى أنّه مات معه فحسب، ولكن مثله أيضًا، وإذ اتّحد به اتّحادًا وثيقًا بالموت، سيملك معه... لأنّ خلاصنا هو على هذا الصليب.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com