عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E صلوات وتاملات

الام تيريزيا الاب انطونيوس مقار ابراهيم
الأم تريزا و مرسلات المحبّة
مع
الفقير في شخص يسوع

اعداد الاب انطونيوس مقار ابراهيم

راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان

دأبت الأم تريزا على ترسيخ روح الفقر في نفوس ورحانية أخواتها، ورئيسات مراكز جمعيّتها، ولمّا بادرتها إحداهنّ، يوماً، بالقول:\\\" ينبغي أن نمتلك سيّارة إسعافٍ لنقل مرضّانا إلى المشفى في حال الضرورة\\\"، أجابتها:\\\" ما زال الوقت مبكّراً لامتلاك سيّارة إسعاف، فأنت جديدةٌ في المنطقة، والمهم لديك هوأن تشرعي في معرفة الناس، فامضي إلى الأرياف سيراً على قدمَيك، وتحدّثي مع من تلتقين،واكتشفي نمط عيشهم واحتياجاتهم واكتسبي منهم أصدقاء.وإن كنت بعد ذلك،مازلت في حاجةٍ إلى سيّارة إسعاف،  فسيهبك الله إياّها. ولكن قد تراودك، حينئذٍ، تجربة الاقلاع عن السير.\\\"منذ عدة أشهر ، في ملبورن ، إلتقطتنا في الشارع رجلاً كان قد أُشبع ضرباً . كان مدمناً على الكحول منذ سنوات . نقلته الاخوات إلى بيت الرحمة . الطريقة التي من خلالها ضمّدن جروحه واعتنين به.كانت له وحياً مفاجئا.\\\" الله يحبني \\\". ترك البيت عاد إلى عائلته، وما اخذ بعدها أيّ نقطة كحول. عندما حصل على راتبه الأوّل ، للتوّ جاء عند الاخوات واعطاهنّ إياه قائلاً:\\\" أطلب إليكن أن تكن للآخرين حبّ الله كما أنتنّ لي .

لاتظننّ أن المحبّة كي تكون حقيقة هي بحاجة إلى شيء خارق للعادة . ما نحن بحاجة اليه هو أن نحب دون ملل . كيف يشتعل المصباح ؟ بفضل قطرات الزيت التي تغذيه دوماً فاذا انقطعت انطفأ وقال العريس : \\\"لاأعرفكِ ! \\\"

بناتي ، ما هي نقاط الزيت الصغيرة في مصابيحنا ؟ هي امور الحياة اليومية الصغيرة الأمانة،الدقّة، الكلمات المحبّة،التفكير بالاخرين، طريقنا بالصمت،طريقتنا بالشغل والعمل، بالتصّرف ... . لاتبحثن عن يسوع بعيداً عنكنّ. ليس بعيداً، هو قريبٌ جداً منكنّ، فيكنّ أبقين مصابيحكن مشتعلة وتعرفّنا على المخلص .لاتكنّ عمياناً يابناتي ! الله سلمكنّ عمله . يجب أن نتممه حسب ارادته . نجاح أو فشل لا أهمية لذلك  أمام عينيه ، المهم أن تقمن بما يطلبه منكنّ وكما يطلبه منكنّ في كل بيوتنا كما في الابتداء ، الله يعطي الكرم للراهبات . حافظن على هذا الكرم وسيكون لكنّ كل البواعث للشعو بافرح . استمرن في الابتسا ليع بلابتسام لرئياتكنّ ن لأخواتكنّ الفقرا.أخذت أخوات الأم تريزا يجسن، كلّ صباح، أحياء المدينة البائسة، ويعدن إلى \\\" نيرمال هريداي\\\" بهياكل بشريّة ما زالت تخفق فيها نسمة حياة، وقد التهمت إهابها الطّفيليّات والقروح، وأمضّها الجوع، وهزّتها الحمّى برجفةٍ لا تقوى على ضبطها . فتُنَظَّف، وتضمَّدُ جراحُها بعنايةٍ فائقة، وتمدَّد فوق فرش.

الأم تريزا ويسوع

  بفضل التواضع توغّلت الأم تريزا في اندماجها بمن أحبّت، ومن وقفت على حبّه حياتها، وقد تنامى إلى سمعها، يوماً، قول أحدهم:\\\" إنّ جسم الأم تريزا لا ينفكّ ينكمش ويتضاءل. فعلّقت بالقول:\\\" ليتني أصير أصغر فأصغر بحيث أستطيع اليسلّل إلى قلب يسوع.\\\"لقد كان إيمانها راسياً على عقيدةٍ كاثوليكيّةٍ صلبة الأساس، غير أنها مثلّت الوحدة المسيحيّة الجوهريّة، والشمول الإنساني بكلّ مداه. قد وقّاها الحبّ الذي تلقّبتهمن عقيدتها ذاتها من كلّ انكماشٍ على الذات، وعلى فئةٍ دون سواها...وقيل فيها إنّها كاثوليكيّةٌ ممتازة، ولكن لا شيء عندها حصريّ، بحيث التقى فيها جميع المسيحيّين، بشتّى طوائفهم، والبشر أجمعون.إنّها لم تسمح، يوماً، للآراء الشائعة، أو للدعايات المغرضة، والإيديولوجيّات المحدودة الآفاق أن تفسد حكمها المبنيّ على وحي قلبها النابع من إيمانها بحضور يسوع في كلّ إنسان، حضورٌ يزداد تجلّياً في الأكثر ألماً وحرمانا.إفخارستيّتنا ناقصة إذا لم تحملنا إلى خدمة ومحبّة الفقراء.

لنقم بكلّ ما هو ممكنٌ لننمو روحيّاً على صورة المسيح، لنسمح له ان يعيش حياة الرحمة والإنسانيّة في عالمنا اليوم. حبّكم للمسيح كبير! حافظوا على نور المسيح دائماً مشتعلاً في قلبكم.عندما تنتهي الأخوات من خدمة المحبّة اليوميّة برفقة يسوع، وله وبه،عندنا في آخر اليوم ساعة صلاةٍ وعبادةٍ للقربان.طيلة اليوم كنّا باتّصالٍ به في أيقونته الموجودة في الفقراء والبرص. عند هبوط الليل، نعود ثانيةً للاتّصال به هو الحاضر في بيت القربان.\\\" أحبب الربّ إلهك بكلّ قلبك وكلّ روحك وكلّ عقلك. هذه وصيّة الله والله لا يوصي بالمستحيل\\\".  تقول الأم تريزا:\\\" كلّ واحدٍ منّا يمكنه أن يصل إلى هذا الحبّ بواسطة التأمّل والصلاة والتضحية وحياةٍ باطنيّةٍ عميقة.

 اليوم أيضاً يسوع يأتي بين خاصتّه، وخاصّته لا تعرفه. يأتي في أجسام الفقراء، ياتي حتّى في الأغنياء المصدومين بفعل غناهم. يأتي في وحشة قلوبهم وعندما لا يكون هناك أحدٌ ليحبّهم. في المكسيك، كان هنلك فقرٌ في كلّ الأمكنة. كلّ المناطق التي زارتها الأخوات ظهرت بفقرٍ مدقع. ولكن، ولعجب الأخوات-لم يطلب أحدٌ لاثياب، ولا أدوية، ولا طعام. لا شيء من هذا ولكن فقط \\\" علّمونا كلمة الله\\\".  هؤلاء الناس جائعون لله.يسوع هو محبّتنا، قوّتنا، نبع كلّ ما فينا من صلاح.

     الله خلق المرأة، لتقوم بأمورٍ لا تظهر ولكن بحبّ كبير.هكذا نتمكذن من أن نوصل وننشر المعنى العميق للإفخارستيّا. وما هو هذا المعنى؟الحبّ المملؤ تفهّماً. هذه هي الإفخارستيّا، هذا هو يسوع: الخبز الحي، الذي جاء يعطي ذاته لكم ولي.   الطفل الجائع، الذي يأكل كسرة الخبز كسرةً كسرة خوفاً من أن يراها تنتهي قبل أن يكون سدّ جوعه: هذه هي اوّل محطّةٍ من درب الصليب.محطّةٌ أى من درب الصليب: يسوع في شخص الجائعين الذين يقعون تحت ثقل الصليب.  في المرحلة الرابعة  ياتقي يسوع أمّه...هل نحن أمّهاتٌ للذين يتألّمون؟ أمّهاتٌ قلبهنّ مملؤٌ حبّاً وتفهّماً؟ هل نحن إلى جانب الشباب عندما يشعرون أنّهم وحيدين، عندما يسقطون، عندما يحسّون أنّهم مرذولون؟ هل نحن معهم؟يسوع يقع مرّة أخرى:كم مرّةٍ التقتنا عن الأرصفة اشخاصاً عاشوا كالحيوانات ولكنّهم تاقوا للموت كالملائكة. هل نحن هنا لمساعدتهم على النهوض؟هل أنتم في بلادكم تستطيعون رؤية الأشخاص الذين يتشّمسون في الحدائق العامّة. والّذين يشعرون أنّهم وحيدين، غير مرغوبٍ فيهم، ضائعين، تغمرهم تعاسةٌ كبيرة؟ يسوع بحاجةٍ إلى أيديكم تمسح وجهه الذي هو ايضاً وجههم. هل تتوقّفون لتفعلوا هذا أم تتابعون سبيلكم؟وقع يسوع مرّةً ثالثة، لكم ولي هو مجرّدٌ من ثيابه. اليوم، أناسٌ صغارٌ يُمنعون الحبّ حتّى قبل ولادتهم. محكومٌ عليهم بالموت لأنّنا نرفض ولداً آخر.يسوع على الصليب. كم من الكائنات البشريّة:منتَقَصين، متخلّفين عقليّاً... يملأون المستشفيات. هل نذهب من وقتٍ لآخر لزيارتهم؟ هل نشاركهم صليبهم؟ هل لنا علمٌ بصلبهم؟عبّر لنا الإبن عن حبّه بهبته حياته لنا. أعطى ذاته كليّاً ومات على الصليب. ولكن قبل موته جعل ذاته خبز الحياة، ليشبع جوعنا إليه.قول لهنّ الأم تريزا:\\\" بما أنّ عملنا يتمّ وسط الفقراء فلا بدّ من أن نكون، نحن أنفسنا، فقراء، حتّى إذا ما شكوا من طعام، إستطعنا أن نقول لهم:\\\" نحن أيضاً نأكل منه\\\"، ولإذا ما تأوّه أحدهم قائلاً:\\\"الليلة الفائتة كان الحرّ لا يطاق، ولم يعرف النوم إلى جفني سبيلا\\\"، إستطعنا القول:\\\"أجل، لقد كان الحرّ شديداً، حقّاً.\\\"تقول الأم تريزا لأخواتها:\\\" لسنا نحن متسوّلات، بل راغبات في ممارسة فقر المسيح.ولا نغفلنّ، من جانبٍ آخر، أنّ جسدنا هو هيكل الروح القدس، ومن ثمّ علينا أن نحترمه، بارتدائنا ثياباً مصلحةً إصلاحاً لائقا.\\\"\\\"إنّ يسوع يريد إشباع جوعه إلى حبّنا، بتواريه خلف قسمات الجائع والأبرص والمحتضر المهمل. نحن لسنا مساعداتٍ إجتماعيّات، بل متعبّدات في صميم العالم. حياتنا مكرّسة للإفخارستيّا، عبر اتصالنا بالمسيح المتواري تحت أعراض الخبز، وفي أجساد الفقراء المتألّمين.\\\" \\\" إنّ ما يشغلني ، على نحوٍ خاص هو همّ أخواتي، فإن هنّ افتقرن إلى روحانيّة أصيلة، لكان كلّ عملنا عديم الجدوى.\\\"

لكي يبقى العمل عمل الله ينبغي أن نظلّ، بين يديه، أدواتٍ طيّعات، نضطلع بمهمّتنا الصغيرة ونمضي.\\\"

\\\" الفقراء هم علّة وجودنا، لقد خُلقنا من أجلهم، وكرّسنا ذواتنا في سبيلهم، ولا تراودنا أيّ تجربة باإعراضعنهم.\\\"

\\\" لست أريد أيّ ضمانٍ ماديٍّ للأخوات، لا نبتغي حساباً مصرفيّاً، ولا وسيلةً مضمونةً للعيش، بل علينا أن نمضي مسلّحاتٍ بثقتنا بالعناية الإلهيّة فحسب.\\\"\\\" في الغالب، لا نحب أن نرى راهباتٍ متكبّرات، هنّ في هذه الحال أدواتٌ ثقيلةٌ بين يدَيّ الله. الفقراء يريدون أن يعاملوا كأبناء لله وليس كعبيد.\\\"

\\\"لا تظنّن أنّ المحبّة كي تكون حقيقيّةً هي بحاجةٍ إلىشيءٍ خارقٍ للعادة. ما نحن بحاجةٍ إليه هو أن نحبّ من دون ملل. كيف يشتعل المصباح؟ بفضل قطرات الزيت التي تغذّيه دوماً.ما هي نقاط الزيت في مصابيحنا؟ هي أمور الحياة اليوميّة الصغيرة: الأمانة، الدقّة، الكلمات المحبّة، التفكير بالآخرين، طريقتنا بالصمت، طريقتنا بالنظر، بالعمل، بالتصرّف...\\\"

\\\"مهمّتنا هي أن ننقل محبّة الله، ليس إلهاً ميتاً، بل إلهاً حيّاً.\\\"* \\\" القدّيسة تريزا الصغيرة قالت:\\\" في قلب الكنيسة، سأكون الحب، وهذا ما نحن عليه: حبٌّ في قلب الكنيسة. كلمة سرّ المسيحيّين الأوّلين كانت الفرح: فلنخدمنّ الربّ بفرح.\\\"  تقول الأم تريزا لأخواتها:\\\" نحن زوجات المسيح. لا يجب أن يقال في أيّ امرأةٍ في هذا العالم أنّها تحبّ زوجها أكثر ممّا نحبّ نحن المسيح.\\\"\\\" في ذاته، عملنا ضئيل الشأن، متواضع، بل مغرقٌ في التواضع، ولكنّ عظمته تكمن في كونه روحيّاً، لأنّ حبّ الله هو الذي يحدوه.\\\"

  • سؤلت الأم تريزا مرّةً:

   -ما هي مكافأة أخواتك الأساسيّة؟

  أجابت:

  _الجمع بين الأغنياء والفقراء. من قبل كان القوم يتحدّثون عن الفقراء، أمّا اليوم فقد صاروا يتحدّثون إليهم...إنّه حقّاً عملٌ يمجّد الله أن يقتسم الأغنياء خيراتهم مع الفقراء والمتألّمين.\\\"\\\" لا ينشد الفقراء شفقتنا وتنازلنا، بل هم في حاجةٍ إلى حبّنا القادر على تقبّلهم وفهمهم.\\\"* لقد ابتغى يسوع خلاصنا، بمقاسمتنا حياتنا ووحدتنا، ونزاعنا وموتنا. وهو باتّحاده بنا اتّحاداً حميماً، استطاع افتداءنا. ونحن، جميعنا، مدعوون إلى التمثّل به.علينا إفتداء كلّ معاناة الفقراء التي لا تقتصر على الفقر المادي، بل تطال أيضاً، العري الروحي.علينا مقاسمتهم هذه المعاناة، ولن يسعنا افتداءهم إلاّ باتّحادنا بهم، أي بإعادة الله إلى حياتهم، وبقيادتهم إلى الله.\\\"

  • \\\" عندما أشهد اللامبالاة والازدراء السائدَين من حولنا إزاء الفقراء، أدرك،على نحوٍ أفضل، ما عاناه المسيح من حزنٍ لأنّ خاصته لم تستقبله. والذين، اليوم، يتجاهلون الفقراء، ويرذلونهم، ما زالوا يتجاهلون يسوع ويرذلونه.\\\"
  • \\\" إنّ أسوأ ما في الفقر، إفراغ الإنسان من كلّ مقوّماته الانساية، وحتّى من الشعور، ومن المرارة، ومن الغضب: فراغٌ مريع، ولكأنّ القبس الإلهي قد اضمحلّ، فلم يعد صدر الفقير هيكلاً لشيء. إنّه حقّاً المسيح وقد انحدر إلى الجحيم.
  • \\\" إذا تأمّلنا الفقراء، أدركنا أنّهم خير العلّمين لنا، وهم يشرّفوننا عندما يتيحون لنا أن نخدمهم. إنّنا نساعدهم على الانعتاق من الشقاء، ولكنّهم هم، يلقّنوننا أسلوب عيشٍ مختلف، يتمثّل في استخدام الأشياء من غير أن نكون لها سجناء.\\\"
  • \\\" الفقراء يعلّموننا الكثير بواسطة فقرهم، يعلّموننا التسلّح بالثقة، والصبر في المحن. إنّ خدمتنا لهم إمتيازٌ حقيقيٌّ لنا.\\\"
  • إنّنا مديناتٌ للفقراء، لأنّهم بإيمانهم، وتسليمهم، وصبرهم في المعاناة، يلقّنوننا اعظم درس. وينبغي ان نكون لهم شديدات الامتنان، لأنّهم يتيحون لنا لمس المسيح. إنّنا نتلقّى كلّ شيءٍ مجّاناً، ومجّاناً نعطي كلّ شيءٍ حبّاً بالله، وقومنا، الفقراء، ممتلئون عظمة، وهم يعطوننا أكثر ممّا نعطيهم، ويوفّرون لنا فرحاً بمجرّد قبولهم القليل الذي نوفّره لهم.\\\"
  • \\\" لقد ساعدَنا الفقراء على اكتشاف معنى حبّ الله وخدمته، وذلك لن نكتشفه وندركه على نحوٍكاملٍ إلاّ في السماء، ففي السماء فقط سندرك ما نحن مدينون به للفقراء، إذ إنّنا، بسببهم استطعنا  أن نحبّ الله أكثر.\\\"
  • \\\" ليس الجمال في الفقر، بل في الشجاعة التي يبرهن عليها الفقراء، بابتسامتهم، وبتشبّثهم بالرجاء رغم كلّ شيء. أنا لست مُعجبةٌ بالجوع، وبالرطوبة والبرد، لا بالقدرة على مواجهتها بالبسمة، وبالرغبة في الحياة.\\\"
  • \\\"إنّني مُعجبةٌ بحبّ الفقراء للحياة، وبطاقتهم على اكتشاف الغنى في أضغر الأشياء. ففي حين يتمتّع أفقر الفقراء بالحريّة، نصدّع رؤوسنا بحثاً عن المال.\\\"

 

  • \\\" اليوم، نفس المسيح حاضرٌ في من لا نحتاجهم، لا نوظّفهم، لا نعتني بهم، في الجائعين، والعراة، والشرّدين.\\\"
  • \\\" الصعوبة، هو أنّه في كثيرٍ من الأحيان، الأغنياء ةحتّى الناس الميسورين لا يعرفون من هم الفقراء، لهذا يمكن أن نسامحهم لأنّ المعرفة لا يمكن أن تقود إلاّ إلى الحب، والحب إلى الخدمة.\\\"
  • \\\" ونحن. هل نعرف الفقراء حولنا؟ هل نعرف الفقراء في بيتنا، في عائلتنا؟

ربّما أبناؤنا، بناتنا، زوجنا، زوجتنا، لا يعانون الجوع، لا ينقسهم الكساء، ولكن، هل نحن متأكّدون أنّ ولا واحدٍ منهم يشعر أنّه عبء، أنّ لا أحد منهم تنقصه العاطفة؟ وأين ذوينا العجزة؟ أين؟\\\"

  • الفقراء هم رجاء البشريّة. الذين يتألّمون بسبب الجوع، الذين هم في ضيق، الذين يشعرون أنّهم غير محبوبين. سنُدان على طريقة معاملتهم، على الحبّ الذي نكون قد قدّمناه لهم. هم يشكّلون رجاء خلاصنا. يجب علينا ان نقترب من كلّ واحدٍ ومعاملته كما لو كان يسوع بشخصه. لا يهمّ من يكونون أو أين يكونون: فيهم، هو الله الذي يجب أن نرى.
  • ليساعدنا على استحقاق السماء، وضع المسيح شرطاً أن أنتم وأنا، كائناً من كنّا، في أيّ مكان، مسيحيّيون أو غير مسيحيّين، كلّ شخصٍ بشريٍّ مخلوقٍ بيد الله المملؤة حبٍّ وعلى صورته- في ساعة موتنا، عندما نمثل في حضرته ، نحاكم على تصرذفنا تجاه الفقراء، على ما نكون قد فعلناه لهم.
  • ليس الفقراء بتاتاً بحاجةٍ إلى رحمتنا أو رأفتنا. إنّما هم بحاجةٍ لمساعدتنا وإسعافنا. ما يقدّمونه لنا ذو قيمةٍ أكبر بكثيرٍ ممّا نقدّمه لهم.
  • منذ عدذة أشهرٍ، كنّا قد التقطنا من شوارع كلكتا، أربعة أو خمسة أشخاصٍ كانوا في حالةٍ سيّئةٍ جدّاً حتّى أنّنا نقلناهم غلى بيت المنازعين. إمرأةٌ من بينهم كانت حالتها حرجةٌ جدّاً وقد قلت للآخوات إنّني ساهتمّ بها بنفسي.عندما وضعتها في سرير، أخذت يدي وكانت إبتسامةٌ مشرقةٌ تنير وجهها. فقط تمتمت كلمةً واحدة:\\\" شكراً . ولفظت الروح.لقد اعطتني أكثر بكثيرٍ ممّا كنت أعطيتها شخصيّاً: كلّ حبّها المقرّ بالجميل.
  • أحبّ أن أكرّر: الفقراء هم اناسٌ جذّابون. الفقراء كبار، عندهم الكثير من عزّة النفسيعطوننا أكثر بكثير ممّا يحصلون عليه منّا.أتذكّر امرأةً التقتطها يوماً في الشارع وقد أعطتني الانطباع أنّها تموت من الجوع. قدّمت لها صحن أرزّ. قضت وقتاً طويلاً تنظر إليه. حاولت إقناعها بأن تأكله. أخيراً قالت لي بكلّ بساطة:\\\"حقّاً، لا أستطيع أن أصدّق أنّ هذا أرزّ. مضى عليّ وقتٌ طويلٌ لم أتذوّقه!\\\"لم تكن تدين أحداً، لم تتأفّف، لم تتذمّر من الأغنياء ةلم تتلفّظ بكلماتٍ مريرة ضدّ أيٍّ كان، فقط أنّها لم تصدّق أنّ هذا كان أرزّاً.\\\"على كلّ أختٍ أن تستطيع التحديق في فقيرٍ وتقول له بصدقٍ إنّني أعرف الفقر فهو رفيقي، وأحبّ الفقر فهو أمّي، وأخدم الفقر فهو سيّدي.\\\"

·         \\\" الفقر حريّة لأنّ ما لا أملكه لا يؤرّقني، ولا يحدّ من حريّتي في المشاركة والعطاء، وبذل الذات. والفقر لنا حريّةٌ مطلقة تسمح لنا أن نحدّق بيسوع ونقول: كنتَ غنيّاً وصرتَ فقيراً لإغنائنا.نحن في حاجةٍ إلى الفقر كي نعيش أحراراً، ماديّاً وروحيّاً، ولكيلا نصير عبيداً للمال...علينا ألاّ نكرّس ذواتنا إلاّ للفقر، فالمسيح قد اختار الفقر، وإن نحن ابتغينا أن نكون له، علينا أن نكون، أيضاً، فقراء\\\".

·         \\\" الفقر هو أحد تطويبات يسوع. الفقر الحقّ هو التجرّد الفعليّ عن الأشياء، وعن النافل، هو عامل تحرّرٍ وإغناء.وإدراك هذا الفقرهو، دائماً، نعمةٌ من الله، ودعوةٌ داخليّةٌ لتحقيق ملكوت الله\\\".

·         \\\" يوجد جوعٌ للخبز ويوجد جوعٌ للحبّ، للطيبة، للانتباه، هنا يكمن الفقر العميق الذي يجرّ كلّ هذه الآلام.\\\"

* \\\" في أيّامنا لدى الناس الكثير من الآلام، ولكنّهم خصوصاً بجوعٍ لله.\\\"

·         \\\" الفقر يحرّرنا ولهذا يمكننا أن نشهد عن فرحنا، أن نبتسم وأن يكون لنا قلبٌ مليءٌ جزلا.\\\"

·         الألم متزايدٌ في عالم اليوم.الناس جائعون لشيءٍ يكون أكثر جمالاً، أكبر ممّا يستطيع الأشخاص من حولهم أن يعطوهم. هناك جوعٌ كبيرٌ لله في عالم اليوم. أينما كان الألم كبير ولكن أيضاً الجوع كبير، الجوع إلى الله وإلى حبٍّ متبادل.

*\\\" إذا فقراؤنا ماتوا أحياناً من الجوع فليس لأنّ الله لم نعتن لهم بل لأنّنا أنتم وأنا لم نعط، لم نكن بين يديّ الله أداة حبّليُعطى لهم هذا الخبز وهذا الكساء، أنّنا لم نتعرّف إلى المسيح، عندما مرّةً أخرى جاءنا بهيئة الجائع، الوحيد، بهيئة الطفل بلا بيت أو بهيئة المشرّد.الله ماثلٌ ذاته بالجائع، بالمريض، بالعريان، بالمشرّد، جوعٌ ليس فقط للخبز بل للحبّ، لللانتباه، جوعٌ لنكن أحداً لأحد، عريٌ ليس فقط بنقص الثياب ولكن بنقص الرحمة التي يجيد القليلون أن يعطوها لمن لا يعرفونه، مشرّدٌ ليس فقط من دون مأوى من حجر ولكن بدون شخصٍ يمكنه ان يدعوه خاصاً به.\\\"

  • الفقر يحرّرنا ولهذا يمكننا أن نشهد عن فرحنا، أن نبتسم وأن يكون لنا قلبٌ مليءٌ جزلاً.
  • قلب مرسلات المحبّة تكرّس للأربعة ملايين أبرص في بلدنا (الهند). بلا شكّ البرص مرضٌ يصعب حمله، ولكن بقدر شعور الإنسان أنّه غير محبوب، غير مرغوبٍ فيه أو متروك.

البرص هم عادةً مشوّهون ولكن، مثل الفقراء، هم أشخاصٌ أهلٌ للإعجاب، يستطيعون أن يحبّوا كثيرا.

  * الله لم يخلق الفقر، نحن من صنعناه! أمام الله كلّنا فقراء.

    

  •  


 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com