عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

يبغضكم جميع الناس

يبغضكم جميع الناس

الأربعاء الرابع والثلاثون من زمن السنة : Lc 21,12-19

تعليق على الإنجيل
القدّيس غريغوريوس النيصيّ (نحو 335 - 395)، راهب وأسقف
التعليم المسيحي، 29-30

\"يبغضُكم جميع الناس\"

إن كانت الهبة التي قدّمها الله للعالم عبر إرساله إبنه فائقة الطيبة، وجديرة بالله، لماذا أرجأ عمله هذا طوال هذه الفترة؟ نعم، لماذا لم يضع الله حدًّا لإنتشار الشرّ في العالم بينما كان لا يزال في بداياته؟ على هذا الإعتراض، يمكننا أن نجيب بإختصار بأنّ حكمة الله وبصيرته، وهو الكائن الطيّب بطبيعته، هي التي أرجأت هذا العمل. في الواقع، كما هي الحال بالنسبة إلى الأمراض الجسديّة إذ ينتظر الأطبّاء المرض المتخفّي داخل الجسم ليظهر إلى خارجه كي يعطوا العلاج المناسب، كذلك حين بدأت الجريمة بالسيطرة على الجنس البشريّ، انتظر طبيب الكون تجلّي كلّ أشكال الشذوذ.
لذا، لم يطبّق الله علاجه على العالم بعد حسد قايين وقيامه بقتل أخيه هابيل... بل حين بلغ الشرّ ذروته وحين لم يبقَ أيّ مآثم لم يرتكبها الإنسان، أنكبّ الله على معالجة المرض، لا في بدايته بل في ملء انتشاره. هكذا، امتدّ العلاج الإلهيّ إلى كلّ عجز بشريّ...
لكن، لماذا لم تنتشر نعمة الإنجيل فورًا على كلّ الناس؟ لا شكّ في أنّ الدعوة الإلهيّة تتوجّه للجميع على حدّ سواء، بدون أيّ تمييز من ناحية الحالة أو العمر أو العرق... لكن مَن له حريّة التصرّف في هذه الأمور كلّها قد التزم بمبدأ احترام الإنسان إلى أقصى الحدود. لقد سمح بأن نملك جميعًا حقلنا الخاص الذي نسود عليه بمفردنا: إنّها الإرادة، القدرة التي تجهل العبوديّة، التي تبقى حرّة، وهي القائمة على استقلاليّة العقل. الإيمان هو إذًا تحت تصرّف أولئك الذين يتلقّون بشارة الإنجيل.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com