الاثنين من أسبوع بشارة العذراء : Lc 11,27-32

تعليق على الإنجيل
القدّيس يوحنّا الذهبي الفم (345-407)، أسقف أنطاكيا  ثمّ القسطنطينيّة
العظة رقم 4 عن الرسالة الأولى إلى أهل قورنتس

علامة يونان

لنَبكِ من أجل الوثنيّين الذين لا يفهمون الخلاص الذي يريد الله أن يمنحهم إيّاه... نعم، إنّ الزوج يحبّ زوجته أقلّ ممّا نحبّ نحن، كلّّّّ البشر. أو نودّ أن نرشد كلّّّّ الناس إلى الخلاص. لنَبكِ وننتحب على غير المؤمنين هؤلاء، لأنّ لغة الصليب هي \"حماقة\" في نظرهم، بينما هي بالفعل \"قدرة الله\" (1قور1: 18-24)...
أنظر أيّها الإنسان! لقد اتّخذ يسوع المسيح من أجلك صورة العبد (فل2: 7). من أجلك مات على الصليب، ومن أجلك قام. أنت تقول إنّه من غير الممكن أن تؤمن بحبّ مماثل، وأن تعبد إلهًا مماثلاً، بينما هذا الملك فعل من أجلك أنت عدّوه، ما لم يكن ليفعله من أجلك أب أو إبن أو صديق من بيننا؟...
عندما أقول: \"إلهي عُلِّّّق على الصليب\"، يجيب الوثني: \"لا يمكن للمنطق أن يقبل بذلك. هو يتألّم، ويدع نفسه يُصلب؛ إذًا، لا يمكنه أن يخلّص نفسه؟... إن لم يكن قادرًا على أن يخلّص نفسه، فكيف يمكنه أن يخلّص الآخرين؟ (متى27: 42). كلّ هذا مناقض للمنطق\". هذا صحيح. الصليب هو سرّ يفوق العقل البشري، وعلامة قوّة تتخطّى إدراكنا... فبعد إلقاء العبرانيّين الثلاثة في أتون النار المتقّدة، تغلّبوا عليها (دا3)، وكان ذلك أكثر دهشة من عدم إلقائهم فيها. أن يبتلع الحوت يونان النبيّ، هذا أمر عادي؛ ولكن أن يبقى يونان حيًّا في جوف الحوت، فتلك هي المعجزة. هكذا، بالإنتصار على الموت وفي صميم الموت عينه، برهن يسوع عن ألوهيّته أكثر ممّا برهن عنها من خلال رفضه الموت.