عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E نشاطات وفعاليات

التعليق على الانجيل

عيد دخول سيّدتنا مريم العذراء إلى الهيكل : Lc 11,27-32

تعليق على الإنجيل
القدّيس بطرس خريزولوغُس (حوالى 406–450)، أسقف رافينا وملفان الكنيسة
العظة الثالثة

\"هذا الجيل يطلب آيةً\"

قرّر يونان من تلقاء نفسه أن يُلقى خارج السفينة: \"فقالَ لهم: \"خُذوني وأَلقوني إلى البَحرِ\" (يون1: 12)، وهذا يدلّ على الآلام التي قبِل بها الربّ يسوع المسيح طوعًا... ولكن ها هو وحشٌ يطلُّ من الأعماق، حوتٌ كبيرٌ يقترب ليتمّم قيامة الربّ ويظهرها على الملء، لا بل ليكون الدافع وراء هذا السرّ العظيم. هذا الوحش الماثل أمام يونان ليس سوى صورة مرعبة عن الجحيم، وهو إذ ينكبّ بأنيابه على النبيّ يونان، متذوّقًا عظمة خالقه، يأبى أن يلتهم أيّ شخصٍ أو شيء بعده. وما هي هذه الإقامة المخيفة في جوف الحوت سوى إعداد لمسكن الزائر القادم من السموات: حتّى أنّ سبب اللعنة أصبح وسيلة للقيام برحلة ضروريّة تنقل الراكب فيها وتقذفه بعد ثلاثة أيّام على الشاطئ. هكذا، أُعطي إلى الوثنيّين ما سُلب من أعداء المسيح. وعندما طلب أولئك الأعداء علامةً، حكم الربّ أن تُعطى لهم فقط هذه العلامة لكي يفهموا من خلالها أنّ المجد الذي أملوا أن يحصلوا عليه من المسيح يجب أن يُعطى أيضًا إلى الوثنيّين...
بسبب شرّ أعدائه، غرق المسيح في أعماق الجحيم وجال في أنحائه طيلة ثلاثة أيّام. ولكن عندما قام، ألقى نوره على قساوة أعدائه، وعظمته الخاصّة وانتصاره على الموت.  
لذلك، من العدل أن يقوم رجال نينوى يوم الدينونة ليحكموا على هذا الجيل لأنّهم تابوا بإنذار نبيّ واحد ناجٍ من الغرق غريب عنهم ومجهول الهويّة، في حين أنّ رجال هذا الجيل لم يؤمنوا ولم يتوبوا رغم كثرة الأعمال الحسنة والأعاجيب ورغم نور القيامة. ورفضوا أن يؤمنوا برمز القيامة نفسه.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com